الكَتَبَة الكَسَبَةُ !! / يونس الطيطي

الكَتَبَة الكَسَبَةُ !!
«نون والقلم وما يسطرون»… بالقلم أقسم رب العزة لأنه آلة العلم، وناقل المعرفة، وبه نكتب ونُدوّن العلوم كافة، ونسجل شهاداتنا على عصرنا، ولأنه سيف الحق يضرب به صاحبه الباطل فيدمغه أو يضرب به في الباطل لتضليل الناس وخداعهم.
فمن ضرب به بالحق كان فارساً مغواراً لكن الفاجعة لمن ضرب به بالباطل بعد أن خدع الناس بضربة حقٍ في بداية مشواره حققت له شهرة سخرها لخدمة مصالحه.
الناس تقرأ ما يكتب الذين يحاكون همومهم، ويعبرون عن مشاعرهم، فيمنحوهم شهرة، منهم من يسخرها للصالح العام، ومنهم من يستغلها لتحقيق مآربه الشخصية، فيبدأ بالتملق للسلطة، وينتهي به الحال الى السقوط في احضانها عندما تغدق عليه من خيراتها حتى يدمن نعيمها، فتفتح له كل المنابر لينفخ بأبواقها ويمرر لها ما تشاء.
فإذا ما انكشف أمره للناس، وسحبوا ثقتهم منه نتيجة انحرافه عن همومهم واحتاج في لحظة العودة إليهم تأخذه العزة بالاثم فيتمادى على أسياده الذين وفروا له كل اسباب النجاح الزائف، معتقداً انه أصبح بامكانه ان يفعل ما يشاء، فينقلب عليهم واهماً انه وصل الى مرحلةٍ لن يستطيعوا حرمانه من أعطياتهم، ليتفاجأ بأنه مهما عَظُُم شأنه عندهم، بإمكانهم الاستغناء عنه واستبداله بغيره تماماً مثل تغيير «جرابات وسخة» في أي لحظة فيواجهون انقلابه عليهم بانقلاب أشد عليه، وذلك بحرمانه نعيماً ادمنه بغير جدارة فيسقط بقلمه الى الهاوية مستجدياً عدم زواله، ويخسر كل شيء فيعود يتسول حبراً لقلمه بأي لون كان ليكتب حسب حاجة صاحب الاعطية.
شاهت تلك الوجوه التي تتكسب بهموم الناس ومشاعرهم، وتسطر بالقلم تاريخاً مغايراًً لشعب طيب قدم هموم أمته على كل شيء حتى نفسه وأولاده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى