ابو محمود .. ورمضان !!

ابو محمود .. ورمضان !!
يونس الطيطي

بعد ان رفع ايمانه للدرجات القصوى، ولبس لباس التقوى، وخفف من مناكفة الاصدقاء «والنم على الناس» استعداداً لاستقبال الشهر الفضيل، وانشغل باستنفار قواه المالية من أجل تأمين مستلزمات المنزل من السلع والمواد الاستهلاكية بكميات تتناسب وميزانيته الهشة، واجرى الحسابات من ضرب وقسمة وطرح وجمع لم يصمد ابو محمود أمام اول قائمة طلبات من سيدة المنزل.
نثرت كل حساباته في الهواء وحاول ان يتمالك نفسه، ويحافظ على مظهره الايماني الذي جهزه لاستقبال رمضان. فأخذ يجادل ام محمود بالتي هي احسن لتخفف من طلباتها حتى يمر هذا الشهر بخير وسلام ولكن مع اصرار ام محمود على ان كل ما هو مطلوب في القائمة ضروري.
بدأ ابو محمود يفقد السيطرة على اعصابه ويعيد الحسابات بالضرب الذي كانت ضحيته ام محمود، ولجأ الى القسمة التي شطبت اغلب قائمة الطلبات الرمضانية وعاد الى ما كان عليه فطرح عنه ثوب الايمان والغى كل دعوات صلة الرحم الرمضانية وجمع امره على ان الحكومة هي السبب في كل ذلك حينما وقفت متفرجة امام هذا
الغلاء الفاحش، والابتزاز الذي يمارسه التجار، والمحتكرون لقوت الشعب وعدم تقديرها لظروف المواطنين وهي تشدد عليهم في اجراءات الحظر والتضييق عليهم في كسبب ارازقهم ..
ابو محمود الغاضب من الحكومة اضطر لرفع شعار رمضان «قليلٌ من الغذاء.. مزيدٌ من الايمان» ليتمكن من مجاراة الحكومه في دعواتها للترشيد من الانفاق ومقاطعة السلع المرتفعة ومسايراً لوزارة اوقافها التي تنثر مظاهر الايمان في برامج الاذاعه في شهر الرحمة وترشه على موائد الصائمين اثناء الافطار عبر الاعلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى