الكونفدراليه الاردفلسطينه بين الفرض والقبول / د . ميس العجلوني

الكونفدراليه الاردفلسطينه بين الفرض والقبول

كلما كَبُرت احلامنا بالوحده العربيه ، كلما ازداد اصطدامها بصدر ذلك العملاق الإسرائيلي وأذياله العربيه المتفننه بصك الدساتير و الاتفاقيات والعقود واحدة تلو الاخرى .
ان ما نراه اليوم من تعطش حكومي مُعلن للكونفدراليه ؛ ماهو الا نتاج غرائز عهدناها في حكوماتنا ، تتمثل بالسعي خلف التزاوج او الارتباط بحثا عن مصالح تخدم نسبها او أبناء عمومتها ، وليس بحثا عن الوحده المفقودة منذ فقد الغاصب المحتل هيكله المطمور و وجده مزعوما في تراب اوطاننا بلامس ، و منهاجا تربويا في تعليم ابناءنا اليوم ..
ان ممالا شك فيه ان في الكونفدراليه “وحدةٌ ” تؤول الى اكمال الصفوف وتعظيم قواها ، لكن كيف لدولتين لا سياده او قرار سيادي لديهما ، يخضعان لضغوط خارجيه وللاحتلال ” بشكلين مختلفين ” ان يكملا بعضيهما وينعشا كليهما ؟!؟
ان في هذَا نعشيهما ، و في هذا تحريرٌ للاغتصاب الاسرائيلي ؛ بتحليل اغتصابٍ عربي مقونن اخر ..
كيف لارتباط دولة هلاميه بدولتنا الاردنيه ان يخدم صالحنا؟!!
إن صالحاً قد مات و ما بني على باطل فهو باطل ، والارتباط الغير شرعي ينتج جيلاً غير شرعيٍ أيضاً، يلهث خلف مصالحه وأطماعه وغرائزه فقط .
ان سُذج اعرابنا ، مستشارونا وعرابوا الارتباط ، ما زالوا يصرون على قيمه الكونفدرالية الاردفلسطينه ، وهم ونحن نعلم ، ان جميع محاولات الارتباط السابقه لم تفضي الا لتذويب ثلاثه مليون فلسطنيني تأردنوا واصبحوا اجانب في وطنهم ، او مواطنين في وطنهم الأصيل قانونيا فقط والبديل فعليا، ناهيك عن مأسي التصادم بين الأخ واخيه من الشعبين التي لا ولن تخدم الا الصالح الاسرائيلي.
ان تفريغ فلسطين من اَهلها هو قبول لتهويدها بالكامل وتجريد للفلسطيني من وطنه بحجه الوحدة المزعومه بلاتحاد الكونفدرالي ، وهذا المزعوم الاخير لن يضيف الا المسح الديموغرافي والويلات لفلسطين ، شعبها والشعب الاردني الذي ما زال يعاني ويلاته الداخليه و اختضانه المستمر للويلات المحيطه ..
اننا اليوم احوج ما يمكن لكل عقل ، عالم ، كاتب وأديب صادق مخلص للقضيه الفلسطينه ؛ لاحياء و إنعاش ذاكره الجيل الحديث ليبقى متشبثا بإرتباطه بهويته الاصليه ووطنه الأصيل ، موحدين صفوفنا ” رفضا” للكونفدراليه ، بعيدا عن اللصوص الانتهازيين و المروجين الطامعين باحلال الوطن البديل وفرضه عنوتا عن ارداة الشعبين ..

د. ميس العجلوني

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى