شبابيك مجلس الشعب / د .ميس العجلوني

شبابيك مجلس الشعب
منذُ أن وقعت عيني على مجلس الشعب ، قررتُ أن أودِّع الحب وأن أقف على اطلال اسفنج الكراسي المُنخسِفه تبعاً لوزنِ مؤخراتِ النواب التي تجثمُ مع حكوماتها على صدور الشعب .
ان دورةَ مجلس النواب اربعُ سنوات شمسيه وهذه كما تعلمون هي نفس المده التي استغرقتها الحرب العالمية الاولى التي خلفت أشياء قد تتشابه ب ١٤٩ ورقة كربون الموضوعة بين كراسي المجلس ليُخرِجَ أعضاءً متشابهين بهذا القدر من اللاانتماء واللامسؤولية ، لا وبل قد اصبح المجلس حُبلى بأقاربهم وابناءهم لذلك وصلت اليابان لعصرِ النهضه ووصلنا نحن لعصر الزيتون ، وعلى مايبدو ان دورة نوابنا كانت اربعَ سنواتٍ قمرية ينام بها الإنتماء ويستيقظ بها اللصوص وإني واثقة ان الحكومه ماشية والفساد قاعد و إن خطوره مرض الضغط كخطورة مجلس النواب فكلاهما لا اعراض له ولا يشعر به المواطن الفقير الذي يكفلهُ الشعب في حين الغني تكفلهُ الحكومه ، ولا عُذر ولا عجب إن جَلَسَ الشعب امام مجلسه او تحته لافرق ، يصفقُ له ويطبلُ له ويتغنجُ عليه عَلَهُ يحصل على جُبنة من هذا او ذاك يُفيدُ به ابنهُ او زوجهُ او اي حد … اين هي مصلحة الشعب والوطن فيما نراه من سلوكيات القاده من أعضاء مجلس الشعب الموظفين لخدمة الشعب انها حكومات تختم الشعب ولا تخدمه… ولان لكل مطبخٍ صراصيرهُ فلكل مجلسٍ شبابيكهُ التي يقفز منها النائم ليلاً اثناءَ مدةِ نومهِ القمرية إلى احد بلدان الغرب ليُعلم ابناءه ويعالج أحبابه فتُعقدُ الجلسه لمناقشة التأمين الصحي ومصاريف علاج الشعب الذي يُختزل بمواطن واحد ليغطي فاتورة علاجه بمليون دينار !!
و إنَ صحةَ الشباب الاردني الغير ممثل بالمجلس موضع اهتمام المجلس لذلك نجد الدُخان ممنوعاً خارج قبة البرلمان وهذا ما يسمح للشباب بالتنفس بحُريه ويسمح لنواب بالتراشق بالمكتات بحُريه ..
ثم تعاود الطيور أعشاشها وترقد على بيضها ليفقس وتتعاقبُ الحكومه وترقدُ على شعبها ليفطس ..
إن كل ما اريدهُ الان كمواطن هو ان يُحل مجلس الشعب بالماء والصابون والخل ليتحلل هذا اللاصق الكريه بين كراسي المجلس والفساد ولتخرج مصلحه الاردن أولاً ممتزجة برائحة النظافة مع فقاعات الصابون من فوهة الزجاجة الضيقة وترى النور لمرة واحده على الأقل امام عيني قبل ان تنفقع ….

د.ميس العجلوني

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى