الطزّاعة

مقال الأحد 19-3-2017
النص الأصلي
الطزّاعة
حاول تسليم العينة باليد ملفوفة بمحرمة سميكة لفتاة المختبر بينما رفضت الصبية تناولها الا من خلال الشباك المخصص للعينات ،وبينما أصرّ الحجي على رأيه لأنه يخشى ضياعها أو خلطها بعينات لمرضى آخرين، تحججت الفتاة بانشغالها بأمور أخرى وطلبت منه للمرة الثانية ان يضعها بالمكان المخصص …ثم وعدته أن عينته القيمة لن تضيع أبداً ، وبعد أن سقطت المحرمة عن العينة قالت الفتاة بلهجة مدنية “شو هاااد عموه” حكينا لك عيّنه “مش تعبيها فلّ”؟؟..
قال ببرودة أعصاب معلش عمي يزود عندكم ولا ينقص وإذا زاد ترى مسامحين ، وأمانة أعطوها للي ناقص عليه تبرع منّي ومن نفس خالصة ..ثم سألها: اللزّيقة اللي ع ذراعي متى الغيار الجاي؟؟..
هزّت الصبية رأسها بضيق وقالت: بأي وقت شيلها بس تصل البيت شيلها عموه اوك!!..هاي لزقة مشان ما يسيل الدم بعد ما أخذنا عينة التراكمي..ثم نصحته أن يقتني جهازاً للسكري في البيت كي لا يزورهم في اليوم التالي بعد كل مشاركة في جاهة عرس كي يقيس منسوب الكنافة في الدم..
**
في الطريق مرّ بإحدى الصيدليات..فتح باب “السوكريت” وسلّم على الفتاة الصيدلانية وبدأ يتفرج على محتوبات “الستاندات” الصغيرة بالقرب من عبوات الحليب و”مطريات الشفاه” و حلوى جفاف الحلق..ثم انتبه إلى باكيتات صغيرة سألها: “شو هاظ حلو حار؟؟
أجابت الفتاة: لا عموه!!.
عاد وسألها: “ورق شدّة”؟ بتبيعوا ورق شدّة بالصيدلية؟؟ ..لا عمّوه هاد أشي خاص تفضّل كيف ممكن أساعدك؟؟..
– أبو يحيى: في عندكو طزّاعة ؟
– الصيدلانية: نعم ما فهمت؟
– أبو يحيى: طّزاعة تبعت السكري؟
– الصيدلانية: ايش يعني !!
– أبو يحيى: هاي اللي بيطزع الواحد فيها إصبعه بيسيل دم وبتعطي النتيجة!
– الصيدلانية: آآآه..جهاز فحص السكّر..أوك لحظة…هاي أفضل نوع عموه!
– أبو يحيى: بيطزع مليح ولا فاروطي؟؟
– الصيدلانية: لا منيح!
– أبو يحيى: وقديش بدك تحسبي لي اياه هاظ!
– الصيدلانية: هاد ببلاش عموه!
– أبو يحيى: كيف ببلاش !
– الصيدلانية: ببلاش من الشركة!
– أبو يحيى: هو بالله ورجيني تشيف بيشتغل لعاد؟
– الصيدلانية: للأسف لحاله ما بيشتغل لازم تشتري له شرائح عموه!
– أبو يحيى: عاد تشيف صار ببلاش؟..وقديش حق الطلاق تبعاته عدم المؤاخذة!
– الصيدلانية: 15 دينار.
– أبو يحيى:قديش بيهن..
– الصيدلانية: 50شريحة!
– أبو يحيى : 50 طلق بــ15 ليرة ..أغلى من مسدس عيار تسعة..هسع كيف ممكن أشتغل عالطزّاعة بدون طلاق؟..يعني بدي أشي ببلاش..بديش أظل ادفع ع كل طزعة 30 قرش!.
– الصيدلانية: ما بيزبط عموه..احنا بنعطيك الجهاز ببلاش عشان تظلك تشتري شرايح!.
– أبو يحيى: والله سولافتك عموه مثل الحكومة بدهم يعطونا البطاقة الذكية ببلاش مرة بالعمر ..عشان يظلوا يمصوا بدماتنا عليها طول العمر!..

سلام عموه عمر لا حدا طزع!

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. وما اكثر الطزّاعات بهالوطن…. قبل او بعد او مع كل قرار حكومي لازم يعطونا طزّاعة .. اسطوانة الغاز ، رغيف الخبز ، المرتديلا ، البولوبيف ، السردين ، الطن … طزاعات يتبعها ..” طزعات حكومية بحقنة وابره حجم اكس اكس اكس اكس لارج ” … وبالعضل وبدون ما يسمّوا

  2. ان كان ابو يحي يمتلك ثمن الطزاعهههه فهناك الكثير لا يملكون ثمنها .. بمناسبة حديثك عن الامراض المزمنه اتمنى عليك اخوي احمد ان تثير موضوع التأمين الصحي للفقراء والغير قادرين , فهناك البعض ممن ابتلاهم الله بامراض منها الضغط والسكري لا يملكون اي تأمين صحي وقد اقسم لي احد الشباب بان الجهات التي يجب مراجعتها واجراءات الحصول على تأمين صحي حكومي اصعب من اجراءات الحصول على جنسيه في بلد اوروبي , اعتقد ان هذا حق للمواطن دافع الضرائب وليس منه يتغافل عنه من يسحج للحكومه صباح مساء رغم انه يصب بمصلحة امن المجتمع ….

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى