ابن الــــــ كلب فريدمان ! / م . عبدالكريم أبو زنيم

ابن الــــــ كلب فريدمان !
كانَ هذا ردُ رئيس السُّلطة الفلسطينية على إدعاءِ السفير الأمريكي بأنَّ إسرائيل تبني في أراضيها – وليسَ في الأراضي الفلسطينيةِ المُحتلة – ، كانَ هذا التصريح وغيره الكثير من تصريحات ومواقف الإدارة الأمريكية دليلاً قاطعاً لا يقبلُ الشَّك بأنَّ أمريكا هي العدو الأول والأساسي للشعوبِ العَربية وهي مَن تَقِف خلف قتلِ الأنفُسِ والأحلام في الوطنِ العَربي ، هي مَن تُذكي نيران الفِتنة وتُشعِل الحُروب التي نَخَرت هيكل الوطن العربي وتركته جُثةً هامدة ينهشها الفَقر والجوع والإرهاب.
جاءَ رد عَباس – الذي لَن يُغيرَ شيئاً بالطبع – مُتأخراً جِداً ، إذ كانَ الأولى بالسُّلطةِ الفَلسطينية أن تتنبه للكذب والخِداع الأمريكي قَبل وقتٍ طويل عندما تبينَ أنَّ إتفاقيات السَّلام ما هي إلا ملهاة للمُماطلة ولكسبِ الوَقت للشروعِ في التَّوسع الإستيطاني وتهويد فَلسطين بكاملها، فالردُ كانَ ذو قيمةٍ في ذاكَ الوَقت ؛ ولا أقصدُ الرَّد بالشتمِ طبعاً فالكلام لا يُفيد ، بل أقصد إصلاح وتعزيز مُنظمة التَّحرير الفلسطينية على أُسس واستراتيجية وطنية بعيداً عن المُحاصصة ، إضافةً لتشكيل قيادة طوارىء فلسطينية من كافة الفصائل والقوى الفلسطينية تقود الشَّعب الفلسطيني لتحقيقِ أهدافه الوطنية ، بدلاً مِن حالةِ الشَّتات التي تَعيشُها الفصائل الفلسطينية ما بين غزة و رام الله وما بين قطر والرياض، حالةُ الشَّتات هذه فَرَقتِ الجهود وأضاعاتِ القُوى ، فتغولت الكُتَل الإستيطانية وابتلعت المَزيد من الأراضي الفلسطينية ، واعترفت أمريكا بالقُدس عاصمةً لـ إسرائيل ، ولا زالَ عباس يبحثُ عَن وسيطٍ نَزيه يحلُ مَحل أمريكا بالوقتِ الذي ما زال فيهِ التنسيق الأمني قائماً !
يقولُ إحدى الأمثالِ البدوية يا سيادة الرئيس : ” البيت المسيَج ، ما يقحَمُه حرامي ” ، فبدلاً مِن إلقاء اللوم على ” الحرامي ” الأولى بأن تقوم بتحصين بيتكَ أولاً ، لماذا تنعت فريدمان بابنِ الكَلب وفلسطين تتهود يوماً بعد يوم ونحن نتنقل من عاصمة لعاصمة لتحقيق مُصالحة فلسطينية فلسطينية ! هذه العواصم وخاصة العربية مِنها هي من تفتح الثغرات في السياج الفلسطيني ليدخل منه حرامية القرن وصفقاتهم ! لماذا تستجدونَ الدَّعم الخارجي وتتجاهلونَ شَحذ الهمم والقوى الكامنة الجبارة لدى الشعب الفلسطيني؟
أمام هذه التحديات المصيرية التي تواجه القضية الفلسطينية لا بد من تشكيل حكومة أو قيادة طوارىء فلسطينية يُستثنى منها أصحاب المصالح والمستثمرينَ في أوهامِ السلام مع الوقف الفوري لكافة الاتصالات والتنسيق الأمني وسحبِ الاعتراف بدويلة الكيان الصهيوني وهذا سيكون أبلغ وأعنف رد على كل المُتآمرين على القضيةِ الفلسطينية، عندها سيتوقف كُل ابن كلب عن التطاولِ والعَبَث بالحقوقِ والثَّوابتِ الفلسطينية، وفي النهاية لا تَنسَ – يا سيادة الرئيس – المَثلَ القائل : “أشبعناهُم سباً وذهبوا بالإبل.”
aboznemah@yahoo.com

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى