خميرة حبنا / وائل مكاحلة

خميرة حبنا
إستيقظت من نومي متثاقلا بعيون منغلقة ومزاج عكر وحركات عصبية، توضأت وصليت وارتديت ما هنالك، ثم أدرت محرك السيارة وانطلقت بها قبل أن يدفأ المحرك النائم..

في الطريق شتمت صبي القهوة الذي يغش قهوتي بمطحون نوى البلح، ثم شتمت رجل السير حين هددني بمخالفتي لأني ترجلت من السيارة لشراء السجائر، وشتمت بعدها ذلك الذي يتهادى أمامي بسيارته كأنه يملك كل الوقت، وأخيرا شتمت زميلي الذي ركن سيارته العملاقة في الموقف بالعرض ليأخذ موقع ثلاث سيارات أخرى على الأقل…!!

لن أحدثكم أيضا عن يوم العمل الكئيب الذي بدأ بلوم المدير لي عن أشياء لا أذكرها حصلت بالأمس.. يا أخي اللي فات مات !!

تبا له !!.. ألا يكفيه – وهو المتابع لي فيسبوكيا – أن اليوم هو يوم المرأة العالمي ؟!!

مقالات ذات صلة

هذا وحده كفيل بنحس لا حدود له..

قبل الظهيرة جاءت موظفات من الشركة إلى موظفات المكتب للتهنئة وتقديم الورود.. إحداهن متابعة جيدة لنزواتي الفيسبوكية أغاظتني ولوحت بالوردة في وجهي، كنت سأقتلها لولا أنني تذكرت قرض سكنها، فعدلت عن الفكرة لأتركها تموت من الهم بشكل أكثر كفاءة..

كنت جالسا أداعب أزرار الكيبورد أمامي بأصابع كالمطارق من فرط غضبي حين ارتفع رنين هاتفي معلنا قدوم رسالة !!.. نظرت للشاشة فطالعني إسم زوجتي.. تناولت هاتفي ببطء وأنا أفكر…

– ترى ماذا تقول الرسالة؟
– ماذا تريد مني الآن؟
– هل يتعلق الأمر بيوم المرأة؟

فككت رمز إغلاق الهاتف الذي جعلته سريا (لأسباب أمنية) ولا زلت أفكر…

– ماذا تريد أن تقول؟
– هل تريد هدية مثلا؟
– هل ستطلب خاتما ذهبيا أم عطرا فاغما غالي الثمن؟

الهاتف مفتوح وإصبعي الإبهام يتجه ببطء نحو أيقونة الرسائل، ضغطتها فطالعني صف الرسائل، نظرت للرسالة غير المفتوحة متوجسا…

– هل ستلومني على نسيان مناسبة اليوم؟
– كيف سأرد لو كان الأمر هكذا فعلا؟
– لن أقتلها بالتأكيد.. فقد زادت أعداد ضحايا خيالي الخرف كثيرا اليوم، ولا تنسوا أنها أم طفلتي المشاغبة التي لن أحتمل تربيتها وحدي…!!

الرسالة تفتح بتلك الطريقة الدرامية للأجهزة المصابة بالفيروسات في فتح الرسائل..

إنتظر قليلا.. قليلا بعد.. إقتربنا.. الرسالة فتحت لكن الشاشة بيضاء….. أخيرا ظهرت الحروف وكان نص الرسالة ما يلي:-

– “جيب معك خميرة عشان أعملك معجنات” !!

تالله كم أكره هذا اليوم وأحب زوجتي…..!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى