إبطال زر التدمير الذاتي / يوسف غيشان

إبطال زر التدمير الذاتي

العالم يتقدم في متوالية هندسية في المجال العلمي، فقد تمكن علماء في جامعة كامبردج البريطانية من تطوير حيوانات منوية وبويضات صناعية باستخدام خلايا جلدية بشرية، مما ينعش آمال الذين يعانون من مشاكل في الخصوبة، وفق تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية. طبعا ما تم انتاجه حتى الان يخص الجراذين فقط لا غير، لكن الاختبارات تقول ان احتمالية انتاج حيوانات منوية بشرية من الجلد ممكنة من الناحية النظرية.
قبل عقود، عندما شرع الوسط الطبي العالمي في تنفيذ اجراء التلقيح خارج الرحم، وفي الأنابيب تحديدا، ولما يسمى حتى الآن ب»اطفال الأنابيب»، رأيت كاريكاتورا يبين اطفالا يعايرون فتى صغيرا بالقول له:
ترى، ماذا يستطيع اطفال المستقبل القول للطفل الذي ينبت من جلد الرأس مثلا .
-يا ابن الأنبوبة.
أو:
-يا ابن الإصبع، يا ابن الأبط، يا ابن الأنف ….وهكذا.
ربما ستختفي، في المستقبل القريب، شهادات الولادة، ويحل محلها إنشاء فيس بوك يوم ولادة الطفل وتسميته باسمه مع لوحة معلومات مثل:
-ولد قبل دقيقتين. سبتمر 2022
– ولدت قبل ساعة.
اما زغاريد الولادة فقد تتحول الى تتويتات على التويتر، او ما سيأتـي بعده من تطبيقات، في العقد المقبل.
بالمجمل العالم مقبل على تغيرات جوهرية في الحياة وأنماطها، لكننا نغني خارج السرب، ونتسلى بقتل انفسنا وتدمير ذواتنا، وإنهاء الثورة الأخلاقية التي احدثتها الأمبرطورية العربية وقت انشائها، بشكل ماساوي، يجعلنا كائنات تعيش على هامش هامش التاريخ، لا احد يذكرها بالخير.
اما ان نوقف زر التدمير الذاتي لأنفسنا، ونشرع في ضبط ايقاعنا على موسيقى العالم، حتى ننسجم مع الحاضر والمستقبل ونستطيع بعدها ان نفرض شروطنا، أو أن نرفض او نقبل او نناقش او نساهم في مسيرة الحضارة العالمية.
اما نفعل ذلك ..او الدمار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى