يا ابنة بيروت البعيدة …
لم يذق طرفي النوم ، جافاني الفراش ، وغرقت في صور شتى . غاض ماء القلب ، وترعرع يباس قاس . يا حبة الفؤاد ، يا ابنة بيروت البعيدة ، اليوم وقفة عيد ، وأنا أقف على بابك منذ الأزل ، أقرع جدران حصارك ، يرتد الصدى موحشا ، فأهرب مني إلي ، أتوشح بعض ما اعتدناه ، فيروز بصباحاتها البحرية ، وسفرها البعيد ، وصوتها الذاهب في ضنى العابرين ، الغارق في حد الغياب … حد تكسر الحضور على عتبات الحنين … الغياب أو الحضور ، في الحالين أنا قتيلك . وقتيل فيروز بأيلولها الأصفر :
ورقو الأصفر شهر أيلول…. تحت الشبابيك
ذكرني و ورقو دهب مشغول ….. ذكرني فيك
رجع أيلول …. و أنت بعيد
بغيمي حزيني …. قمرها وحيد
بيصير يبكيني …. شتي أيلول
و يفيقني عليك يا حبيبي
ليالي شتي أيلول …. بتشبه عينيك
يا ريت الريح …. إذا أنتا نسيت حبيبي
أول الخريف و ما جيت
ينساها الحور …. و قمرها يغيب و ليلا يطول
و نبقى حبيبي غريبي …… و غريب أنا وأيلول