نبراس على الطريق (1 ) / أمجد شطناوي

 

بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى :؛ (حتىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) الأصل في رسالة الرسل التبليغ والتحذير وليكونوا حجة على الناس . السؤال الكبير والذي يحتار فيه الكثير هو متى يتوجب على الرسل ومن امن معهم رفع السيف والقتال وهنا نقصد جهاد الطلب . المتتبع لسيرة الرسل عليهم السلام يرى ما يخص مقاتلة الكفار جهاد الطلب نوعين :- النوع الأول:- لم يقاتل الكفار ولم يرفع السيف لا بل بعضهم أمر بالهرب بامر من الله اما لعذاب سوف يحل باقوامهم او من بطش الكفار وفي كلتا الحالتين من تكفل بهم هو الله اي تدخل من رب العالمين ولم يؤمروا بالقتال ولسبب بسيط و بديهي وكوني وهو ضعف من لبى الدعوة بسبب قلة العدد و لهذا تمت الدعوة بالكلمة الطيبة والحجة والبرهان وقد نالوا كل أنواع العذاب المادي والمعنوي . النوع الثاني :؛ قاتل بعد الدعوة بالكلمة اللينة و الحسنة ونال مما نال منه الصنف الأول من العذاب إلى ما شاء الله وبعد ذلك أمر بالقتال وقادوا الجيوش بأنفسهم . مما سبق سأوضح الفرق بين الحالتين حسب ما أرى لنصل إلى مفهوم متى يرفع السيف او ما يسمى جهاد الطلب. الاجابة ستكون من خلال دراسة سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لأنها سيرة مفصلة تفصيلا من أصغر ما فيها إلى أكبر حدث فيها ضمن أقصى درجات الصدق والأسلوب العلمي في النقل. اول الأمر كان :؛ السرية التامة والسبب الخوف المتولد من حدث جديد وضعف القوة وبعد ذلك الجهر إلى العشيرة والمقربين وخلال هذه المرحلة نال الرسول ومن معه كل أنواع الأذى الجسدي والنفسي مع التذكير والتركيز على نقطة مهمة جدا لكي تكون لنا نبراسا ونورا يضىء لنا الطريق الا وهي استخدام الرسول(صلى ) أدوات عصره دون التفريط بأصل الدعوة ومن هذه الادوات القبيلة التي امنت له الحماية وكذلك القيم القبلية السائدة في ذلك الوقت وهنا نذكر عندما استجار الرسول (صلى ) بالزعيم القبلي القوي عندما منع من دخول مكة واليكم هذا الاقتباس :؛ (ينادى المطعم على أولاده ، فيخبرهم بأنه قد أجار محمدًا من قريش). المطعم : (لأولاده) تلبسوا السلاح ، وكونوا عند أركان البيت، فإنى أجرت محمدًا.. انتهى الاقتباس. إلى اغاثة الملهوف وهنالك الكثير . ولكي أوضح أكثر اذكر الحصار الذي تم لقبيلة بني هاشم كافرهم ومسلمهم عقابا لهم على عدم تسليم الرسول لهم ولأنهم آمنوا الحماية له وهنا يجب ان نسطر شجاعة وشهامة هذه القبيلة عندما قاومت الحصار ولم تستسلم لمطالبهم ولم تعنف ابنهم أو تلومه وهنا نقصد محمد (صلى ) ولم تقل كما يقول بعض المسلمين اليوم دعونا نعيش. فشل الحصار وكان ما كان وما زال الكفار في عنادهم وغيهم واستكبارهم وزاد الضغط وزاد العذاب بكل انواعه وكان الحل الهجرة للتخفيف عمن لا سند له وهنا نعيد ونكرر لم يستخدم السيف او القتال وذلك لاختلال موازين القوى. في الختام نؤكد على عدة نقاط وهي اولا :؛ في هذه المرحلة لم يؤمروا بحمل السلاح او القتال ثانيا :- لم يؤمروا بتأسيس الدولة بمن أسلم بمعنى لم يتخذوا اي زاوية من زوايا مكة او الجزيرة لاعلانها بسبب كوني بديهي عقلي ليس لديهم مقومات دولة. وللحديث بقية في نبراس على الطريق 2 نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى