موظفو الأحوال يطردون المراجعين ويتخبطون

موظفو الأحوال يطردون المراجعين ويتخبطون
عارف عواد الهلال

صباح يوم الاثنين 29/5/2017، وعند الساعة العاشرة صباحا دخلت دائرة الأحوال المدنية/ إربد في عمارة الأمعري الواقعة على نهاية شارع الشهيد وصفي التل الذي لا زال يغلب عليه اسم شارع السينما، والقصد من المراجعة استبدال بطاقة الأحوال الشخصية التي مضى من عمرها عام واحد فقط، ببطاقة أخرى جديدة تدعى (ذكية)، وهي ذات الصفة التي أطلقت على سابقتها، فكانت الأولى أكثر حضورا من هذه القادمة إلينا بصور مشوهة التقطتها موظفة كسلى لم تحترف التصوير، أو موظف غير مبال، بدلا من إرفاق الصورة الشخصية من قبل المواطن مع الطلب كما جرت العادة، فجاءت هيئات المواطنين تحاكي إما شراسة مجرم، سيصدق كل من يرى صورته بأن صاحبها لا يمكن أن يكون إلا موافقا للاتهام الذي سيسند إليه عند الحاجة إلى إلصاق أي تهمة به، أو أن تأتي الصورة موائمة لحالة الاستلاب اللاإرادي، فتبدو وكأنها عائدة لشخص خارج من قبر بعد دهر من الموت، فيستنكر المرء نفسه عندما يشاهد صورته… وليس هذا موضوع المقال.

منذ أن دخلت مكتب الأحوال المدنية، والطلب تردد أكثر من مرة عبر مكبرات الصوت من أحد الموظفين الذي ينطق بأسلوب رصين كله حرص على مصالح المواطنين إذ يقول بأن: من يحتاج إلى بطاقته الشخصية في أية معاملة لدى أية دائرة حكومية، أو مؤسسة مصرفية أن لا يعمل على تجديدها الآن، لأنها لن تكون جاهزة قبل أسبوع، ويؤكد بأن الأمر ليس بأيدينا –وهو يقصد الموظفين-، غير أنني وأنا أتابع من يسمعون الصوت لم ألحظ واحدا من المراجعين امتثل لأمره، والجميع ظلوا قابعين في مقاعدهم ينتظرون دور إنجاز معاملاتهم للتخلص من العبء النفسي والبدني الذي ألقته الحكومة على كواهل المواطنين، فقد أعطت مهلة قصيرة جدا للناس، ولم تعمل على استبدال البطاقة ببطاقة أخرى عند انتهاء صلاحية الأولى.

خلال أقل من ساعة من الانتظار كنت أقف أمام أحد الموظفين على أحد منافذ خدمة (الجمهور)، فأعاد على مسامعي ما سمعته من قبل، سائلا إن كنت بحاجة إلى بطاقتي الحالية خلال هذا الأسبوع، فاستلم إشارة مني توحي له وكأن ليس لي بها حاجة حتى ولو بعد حين، وبعد أن استقبل الطلب زحفت خطوتين إلى جهة اليمين لأضع يدي اليمنى حينا بكامل أصابعها، واليسرى حينا آخر، ثم وصل الأمر أن وضعت إصبعا تلو الآخر حسب طلب الموظفة التي انشغلت كثيرا بحديث مع إحدى زميلاتها وأنا لا أبدي استياءً قط، ثم طلبت أن أنظر إلى شيء أمامي لا أدري ما هو، علمت فيما بعد أنه مكان التقاط الصورة، وطلبت مني المراجعة يوم الاثنين القادم لاستلام البطاقة الجديدة.

مقالات ذات صلة

بالأمس، وهو يوم السبت الذي يوافق 3/6/2017 كنت قريبا من دائرة الأحوال المدنية العتيدة، فسولت لي نفسي أنه ربما كانت بطاقتي الشخصية بانتظاري، فولجت مع الوالجين، ووجدت اصطفافا مزدوجا فوقفت مع الواقفين، وكأنني على علم بأنهم مثلي جاءوا يستفسرون عما جئت من أجله، فلم يخرج منهم خائب رجاء، وكانت الأحوال المدنية سخية جدا، فأعطت كل مراجع بطاقته مثلما أعطوني أنا أيضا بطاقتي التي تبين لي بأنها كانت منجزة في اليوم التالي لتقديم الطلب، وليس كما قالوا من قبل، وتساءلت عن سبب عدم إرسال الرسائل النصية التي جرى إرسال بعضها أول ابتداء تجديد البطاقات، أمر آخر لفت انتباهي، ذاك أن بعض المراجعين كانوا يحملون بطاقاتهم القديمة التي لم تسترد منهم إلا عند استلام الجديدة… وسمعت أحد الموظفين يحاول إخافة المراجعين بقوله: من كانت لديه البطاقة القديمة ولم يسلمها فعلى مسؤوليته. يقصد على مسؤولية المواطن، وليس على مسؤولية الموظف الذي تقع عليه المسؤولية الفعلية فيحاول تبرئة نفسه منها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى