منتخب سوريا…. وخذلك عنا / علي الشريف

منتخب سوريا …. وخذلك عنا

ربما لم يك لاي احد منا ان يتحيل ما وصل اليه المنتخب السوري الشقيق من مراحل متطورة جدا في تصفيات كاس العالم ووقوفه على بعد خطوة واحده من الظهور في موسكو.
منذ سبعة سنوات والموت والحرب والدمار يطحن سوريا والدوري شبه مشاركات لا غير لكن هذا البلد استطاع ان يصدر افضل المحترفين على الاطلاق الى الدول الشقية مثل عمر السومة …الذي جاء يحترف عندنا فقالوا عنه في بلادنا طنط.. ومثل فهد اليوسف ايقونة المحترفين في الاردن والرفاعي وجفال ومردكيان والحموي وغيرهم الكثير من النجوم التي لمعت.
منتخب سوريا حالة استثنائية يجب ان يدرسها الجميع تبدا من خلال الاصرار على قهر الظروف والرغبة الجارفه بانه في سوريا تنبت الحياة من رحم الموت.. وتصنع الابتسامة رغم الدموع.
منتخب سوريا كان صناعة محلية سورية فمدربه السوري ايمن الحكيم قاد المنتخب لمشارف كاس العالم وهذا المدرب تحديدا كان عندنا ( ثم هججناه بليلة عتمه) لاننا افهم بالخطط والتدريب منه
ولاعبون لم نكن نسمع بهم فاصبحوا نجوما على مستوى الوطن العربي وتعب وجهد رغم الظروف ورغمها لم نسمع اي لاعب او مدرب قد برر او اشتكى .. او قال ان الحرب اثرت على مستوانا.(كل هذا في فترة الحرب )
خذلك عنا … مثلا يقال ان هناك عملية بناء للمنتخب الوطني وللان لم ينتهي البناء للاسف وما نعلمه ان البناء يبدا من الاساس لكن في قصة منتخبنا يبدا بضم لاعبين باعمار فوق الثلاثين.
اذا امطرت الدنيا تتوقف كرة القدم في بلادنا رغم انها مستمر في سوريا رغم انها تمطر قنابل وموت ونار… اذا عطس المسفر في بلادنا نقول انه كان مصاب بالرشح بينما في سوريا لاعبون فقدوا اقاربهم واهلهم ولم يقولوا الا سوريا…
اذا ضربت فردة كاوتشوك لسيارة احد ما في الاتحاد ربما ننسى المباريات والدوري والكاس ونحن نصرف له بطاقات السلامة والدعاء على فردة الكاوتشوك لانها ازعجته.
لم اسمع مسؤولا سوريا في اتحاد الكرة يتحدث عن المؤامرات وبانه مستهدف وبان المنتخب يتعرض لمؤمرة كونية لكن خذلك عنا … اكثر امة على وجه نتبنى نظرية المؤامرة والاستهداف …والعلاك الفاضي.
ايمن الحكيم صناعة سورية بحته وعندنا كل شي فرنجي برنجي… هناك يصبرون يخططون ويدرسون وعندنا فقط نعمل بالفزعة ونبني الخطط بالاحلام السعيدة وطقع المنشورات بالفيس بوك.
في سوريا رغم كل ما يحدث يقام الدوري دون شغب وعندنا يا خزاة مباراة واحده بين الفيصلي والوحدات تحتاج لاجتماعات تنسيقية وحلول امنية واعلان حالة الطواري وتصريحات صحفية ومن ثم الاستعداد لتجاوز المعظلة الكروية .
وبعد الانتهاء الاشادة بالتنظيم وبتجاوز المباراة بسلام دون تنغيص وفي بعض الاحيان ان تم لغط او اشكالية بسيطة لا تتعدى هتاف يتم شيطنة جماهيروحرمانهم وتغريمهم والثناء على المنظمين والاشادة بدورهم ورايهم السديد وبعد نظرهم ووجودهم الذي لولاه لما كان الترتيب .
في سوريا لم اسمع اسم ايمن الحكيم ولا التطبيل والتزمير له ومنتخبه على ابواب كاس العالم اما عندنا فيا خزاة العين( حين كنا نفوز بالتصفيات السابقة جردنا البلد من مقوماتها لعيون حمد ونبارك له ونثمن عطائه الذي لا كان بلا امكانيات بينما في الخسارة كنا نقول لا ملاعب ولا لاعبين والله يعينك يا حمد)
اليوم ايضا تستمر المهزلة …. يقود المنتخب الدكتور عبدالله المسفر وهو للامانه لا يتحمل ما وصل اليه منتخبنا لانه جاء ومنتخبنا محكوم عليه بانه سيقابل العملاق الكمبودي والخارق الافعاني لكن مصيبتنا فيمن يحمله المسؤوليه عن امر هو بغنى عنه …والمصيبة الاعظم ان فترة البناء لا تنتهي عندنا…(نفسي اعرف شو نوع الباطون)وفي سوريا انتهت ورسمت فرحة على شفاه السورين .
في سوريا لم يخرج احد ليقول ان السومة كان لاعب المجد او الكرامة وفهد اليوسف كان لاعب حطين او تشرين انما جميعهم خرجوا ليقولون لاعبي المنتخب السوري..
للامانة مصيبتنا بانفسنا وثقافتنا واعلامنا التافه فنحن نعيش نرجسية مفرطة نعتقد من خلالها اننا افهم اهل الارض بالرياضة والسياسة والاقتصاد والطوبار وطبخ المقلوبة واخر اختراع اكتشفنا اننا افضل اهل الارض بالنشاط الكهربائي.
ومصيبتنا اننا من فرط نرجسيتنا صرنا نستهزي برئيس كوريا ونقول عنه مجنون وترامب مش عاجبنا وبوتين عامل قلق … وعبدالله المسفر دمرنا …وعلى الشريف غير حيادي حتى لو اشعل نفسه لارضاء الناس .
نعترض على كل شيء ولا نقبل اي شي.. والغريب اذا ما تسلم احد مسؤولية اصبح لا يتكلم الا بالانا وبانه هو الوحيد القادر على ان يعمل فيهمش كل من حوله ويحاول ان يصنع من نفسه صنما ليعبد ولو فتشنا قليلا لادركنا اننا نحن اساس المصيبة.
تحية لمنتخب سوريا …تحية لنجومه واتحاده ولمدربه … ولفهد اليوسف ولعمر السومة..وللشعب السوري على هذه الروعة وهذا المكتسب .

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى