سواليف
ألقت مشكلة تعطل حركة الطيران في مطار غاتويك البريطاني الضوء على مشكلة طائرات الدرون الصغيرة ومدى خطورتها، خصوصا فيما يتعلق بحركة الطيران المدني.
وفي ظل غياب القوانين التنظيمية أو الإجراءات الرادعة لمثل هذه السلوكيات من قبل أشخاص غير مسؤولين لا يدركون المخاطر أو الخسائر التي قد يتسببون بها، فإن بعض الدول قد تلجأ إلى حلول جذرية وقاسية.
على أن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن، في ظل التقدم التكنولوجي في معظم المجالات، هل توجد وسيلة لمنع تحليق مثل هذه الدرونات في مناطق حساسة ينبغي عدم الاقتراب منها مثل المطارات أو القواعد العسكرية أو المؤسسات الرسمية؟ أو حتى لمنع تحولها لأداة تنتهك خصوصية المجتمع أو حمايته من أشخاص مارقين؟
ويعتقد عدد من الخبراء العسكريين والمختصين بطائرات الدرون أن ثمة وسائل وأفكار ذات علاقة متاحة لجهات تطبيق القانون وأمن المطارات لحمايته من الدرون المارقة.
ويقول الخبير في مجال تكنولوجيات واستراتيجيات منع إساءة استخدام الدرون، ريتشارد غيل، إن هناك العديد من الطرق والوسائل التي يمكن للجهات المعنية أن تحبط بواسطتها إقلاع الدرون أو تسقطها، أو على الأقل تمنعها من التحليق.
وأشار إلى أن من بين هذه الوسائل أو التقنيات أجهزة الرادار، التي يمكنها أن ترصد وتتعقب الدرون، موضحا أن الجيوش لديها التكنولوجيا المناسبة لتأمين المجال الجوي في وجه الطائرات والمروحيات والدرونات.
وأضاف أن الجيش يستطيع أن يوفر أجهزة رادار وتقنيات رصد “رادارية” للمساعدة في اكتشاف الدرون، وربما من يشغلها، مشيرا إلى أنه يمكن نصب أنظمة الرادار حول المطارات لرصد أي أجسام تقترب من المنطقة وبالتالي إسقاطها.
وقال إن هناك تقنية أخرى هي تشويش الإشارات أو “سيغنال جامر”، وتتمثل في فكرة أنه يمكن التحكم بطائرات الدرون بواسطة أجهزة تحكم عن بعد، أي أنها تستند في تقنياتها إلى اتصالات بواسطة موجات الراديو.
وأوضح أن هناك أجهزة تشويش على موجات الراديو يمكنها منع تحليق الدرون، مثل جهاز “بورتابل درون جامر”، بحسب ما ذكرت “إندبندنت” البريطانية.
وأشار إلى أن هذه الوسيلة هي الأسهل والأبسط للتشويش على الدرون وإجبارها إما على السقوط على الأرض وتحطمها، أو إجبار صاحبها على إعادتها إليه، لكنه أوضح أن هذه الوسيلة قد لا تنجح في حال إعادة برمجة طائرات الدرون.
ووفقا لغيل، فإن الوسيلة الثالثة هي الشباك، وقال إنها عملية، مشيرا إلى الشرطة الهولندية التى عملت على تدريب مجموعة من الصقور لمهاجمة الدرون، لكنها ألغت برنامج تدريب الصقور في وقت سابق من العام الجاري.
وأضاف أن طريقة الشبكات تتمثل في بنادق تطلق الشباك باتجاه الدرون فتسقطها وتحطمها، غير أنه أوضح أن مدى هذه البنادق محدود ولا يتعدى 300 متر، لكنه يعتقد أنها تظل وسيلة رخيص وهادئة للتعامل مع الدرونات المارقة.
والوسيلة الرابعة هي الليزر، وهو حل بعيد المدى، على اعتبار أن هذه التقنية مازالت تحت مرحلة التطوير، ولم تصل إلى مستوى الإنتاج.
وقال غيل إن هناك تقارير عن قيام العلماء والباحثين الصينيين بتطوير سلاح ليزر جديد محمول باليد قادر على إصابة أهداف على بعد 800 متر.
وأضاف أن الجيش الأميركي يطور أيضا تكنولوجيا ليزر لإسقاط الدرونات، لكن هذه التقنيات لم يتم نشرها حتى الآن، مع أنه تم اختبارها بالفعل.
وأضاف أنه إذا ما تم تطويرها ونشرها بصورة ملائمة فإنها قد تكون الطريق الأكثر فاعلية ودقة ضد الدرونات المارقة.