ممارسات حكوميه قد تغتال اﻷقتصاد !!!
لعل المسؤول المخلص هو ذلك الحافظ اﻷمين والذي يحمل فكرا شموليا وينظر لﻷمور بعدسات تقرأ ما بين السطور في جميع الظروف ويهتم اكثر بسعادة المواطن وراحته حتى لو تطلب ذلك تعطيلا مؤقتا لبعض القوانين كما فعل سيدنا عمر الفاروق وهذا جانب مهم من العدل والحنان والديموقراطية وبعد النظر أما ان تلعب الحكومه رياضة تغليظ العقوبات والتعليمات على مواطنين في اﻵصل هم منهكين من جور التقديرات الضريبية بأنواعها ومن ارتفاع اﻷسعار ومتطلبات المعيشه وانخفاض الدخول فهذا يعد أمرا خطيرا وقد يؤدي استمراره الى ظهور اشكال جديدة من الرشوه والفساد بهدف تجنب اثار الغلو والقسوة في تنفيذ التعليمات الصادره عن حكام الوزارات ..
ان الحكومه وللاسف ما زالت تبتعد في جزء مهم من سياساتها عن خندق المواطن وتحاربه في رزقه وربما يزيد هذا التطرف من فرص تعثر المشاريع المتوسطه والصغرى وبالتالي رفع ارقام البطاله وتعريض أمن اﻷسر للخطر واغتيال ما بقي من الجسم الاقتصادي مما يستدعي من الحكومه مراجعه سريعة لعدد من ممارساتها الحاليه والشروع في تخفيف القاسي منها على مختلف القطاعات متمنيا عليها النظر للامور بعمق وبعد وان تتذكر قصة القط الاليف الضعيف الذي تحول بفعل القسوة لحيوان شرس اصاب من حوله فاﻷوضاع اﻷقتصاديه للمواطن سيئه ومعظم دخول الشعب وممتلكاته مرهونه او محجوزه للبنوك والمشاريع تكاد لا تحقق ربحا يغطي المستحقات الحكوميه والمواطن المنتج لم يعد يتحمل مزيدا من الضربات وقد اصبحت مراجعته للدوائر الرسمية هما ثقيلا بسبب الفوضى الوظيفية التي احدثها غياب الرقابة وتدني رواتب الموظفين فلم يبقى هنالك دوائر تتعامل مع المواطن بشكل جيد سوى دوائر اجهزتنا الامنيه وجيشنا الباسل لان وزرائنا تناسوا انهم موظفون وجدوا لخدمة المواطن فهم لا يعرفون حجم العناء الذي يقع على المواطن اثناء مراجعته لدوائرهم بسبب سياسة الابواب المغلقه وانني هنا اود توجيه سؤال للسادة الوزراء من منكم يتجول بين المراجعين وياخذ عينات منهم لتقييم اداء وزارته ويعالج هموم المراجعين اليومية كما كان يفعل العميد يوسف الصقور عندما كان يتجول في ادارة الترخيص بين المواطنين وينادي بالسماعات هل يوجد مراجع له اكثر من خمسة دقائق ولم تنتهي معاملته.
هكذا نريد للوزراء ان يكونوا وللموظفين ايضا سيما وان الحكومة الالكترونيه والتي استنزفت جزءا كبيرا من الخزينه تحولت لنقمه على المواطن فانظمتها تعمل بفاعليه عندما يكون الامر لصالح الحكومه اما عندما يتعلق الموضوع بحقوق المواطن والمستثمر فنجدها معطله ولا تلبي الطموح وتحتاج من المواطن جهدا ووقتا اضافيا مما يدفع بالمواطن احيانا السير باتجاه السلوكيات الخاطئه اختصارا للوقت والجهد وانني هنا اتمنى من الوزراء المعنيين ان لا يتغولوا على الطبقه الفقيره من المواطنين وان يتفاعلوا معهم ويتحسسوا قضاياهم ويرصدوا ما يحدث في وزاراتهم وان ينزلوا للميدان لكي نشعر كمواطنين بان لدينا حكومة وزراء وليس حكومه سكرتاريه هدفها القمع وجمع الايرادات من جيوب الفقراء الفارغة اصلا وترك الاغنياء يزدادوا تجبرا وغنى داعيا العلي القدير ان يحفظ هذا الوطن وشعبه وقيادته ويسخر لهم من يعمل لاجلهم.
العميد المتقاعد بسام روبين
