مكتب لتسهيل الزواج يستقطب الشباب برام الله

سواليف _ في الأشهر الأربعة الأخيرة، أصبح مكتب “للتزويج” وسط رام الله في الضفة الغربية محطة يرتادها شبان وفتيات بأعمار مختلفة يطلبون الزواج بعيدا عن التعارف الإلكتروني وعن اختيار العائلات التقليدي، لكن القائمين عليه يصرون على الاحتفاظ بالإطار التقليدي للتعارف الآمن.
ووجه المكتب -الذي أطلقت عليه صاحبته أمل أبو حجلة اسم “الأمل للزواج”- دعوته للراغبين في الزواج لتقديم طلباتهم، وقالت أمل إنه مخصص لمن تقدم بهم العُمر وفقدوا الفرصة في إيجاد شريك حياتهم.
وتبدأ الإجراءات بتقديم الشاب أو الفتاة إلى المكتب طلبا يتضمن المواصفات العامة للشريك، ومنها السن والتعليم والوظيفة والشكل والبلد وما إذا كان يمتلك بيتا أم لا، مع دفع رسوم الطلب بقيمة 300 شيكل (نحو 90 دولارا)، وتستكمل بمبلغ ألفي شيكل (نحو 600 دولار) بعد إتمام الخطبة.
وتقول أبو حجلة إنها تتلقى طلبات من شبان كانت لديهم تجارب غير ناجحة في الخطبة ولجؤوا إليها لمساعدتهم في العثور على شريكة مناسبة، حيث توفر لهم أكثر من فرصة لزيارة عائلات تريد تزويج بناتها.
مرخّص رسميا
ورغم أن المكتب افتتح في رام الله بالضفة الغربية، فإنه يتلقى طلبات من كل فلسطين، وخاصة من الأراضي المحتلة عام 1948 والقدس، وكذلك من فلسطينيين مغتربين، وتؤكد مديرته أنه يعمل بأسلوب “الخاطبة” التقليدي من خلال البحث عن عريس أو عروس وفق التقاليد الفلسطينية، حيث لا تتم أي خطبة بدون موافقة الطرفين وعائلاتهما.

ورغم تطور أساليب التعارف بين الفتيات والشبان الفلسطينيين كبقية المجتمعات، وخاصة عبر الإنترنت، فإن الكثير منهم لا يعتبرونها آمنة، مما يدفعهم للجوء إلى مثل هذا المكتب.
وسبق أن حصل هذا المكتب على ترخيص رسمي من السلطة الفلسطينية، ومن قوانين العمل لديه عدم عرض صور الفتيات، كما يرفض تنظيم لقاءات للعروسين داخله، بل يقوم بدور الوسيط وينسق اللقاء الأول بحضور العائلتين في منزل العروس، لضمان إتمام الزواج وفقا للأعراف.
وترفض أمل أبو حجلة استقبال طلبات زواج بمواصفات “تعجيزية”، مثل اشتراط الجمال “الباهر”، وقالت إن ما شجعها على افتتاح المكتب هو عزمها على محاربة ظاهرة الزواج من أجنبيات.
وتضيف أن معظم الشباب يطلبون جامعيات أو موظفات، وأن هناك طلبا كبيرا على الفتيات الفلسطينيات من حاملات الجنسيات الأجنبية، ولا سيما ممن لديهم عائلات في الخارج ولا يستطيعون الالتحاق بها بسبب شروط الدخول إلى الدول الأجنبية والإقامة فيها، مما يدفعهم للبحث عن زوجات يحملن جنسيات تلك الدول لتسهيل سفرهم.
طلبات ورغبات
وتقول مديرة المكتب إن من أغرب الطلبات التي تتلقاها تعود إلى رجال متقدمين في السن يبحثون عن زوجة ثالثة ورابعة، وكذلك رجال يطلبون الزواج من صغيرات السن، كما تلجأ بعض العائلات إلى تزويج فتياتهن أحيانا نظرا لما تعانيه من صعوبات اقتصادية، وهو ما يتعامل معه المكتب بحذر.
ويركز الشبان الجادون في طلباتهم على فتيات ملتزمات مجتمعيا ودينيا ولديهن متطلبات زواج بسيطة، بينما تبحث الفتيات عما يوفر لهن الاستقرار والمسكن المستقل.
وتؤكد المديرة أن نظرة المجتمع للفتاة الباحثة عن زوج ما زالت سلبية، ومع ذلك فهي تتلقى طلبات من هذا النوع وكذلك من آباء وأمهات يبحثون عن أزواج لبناتهم.
وقبل افتتاحها مكتب الزواج كانت أمل أبو حجلة ترأس بلدية دير استيا في منطقة سلفيت شمال الضفة الغربية، وهي أيضا أخصائية اجتماعية عملت في إحدى المؤسسات النسوية، وتقول إن تخصصها واختلاطها بالمجتمع أتاح لها تكوين شبكة علاقات واسعة مما ساعدها على القيام بهذه المهمة.

الجزيرة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى