#مجلة_الموعد / محمد عياش القرعان

#مجلة_الموعد

…. اذكر ونحن لا زلنا صغارا مراهقين، وذلك في فترة اواخر وبداية الثمانينات، بعد ان نجمع القليل من النقود عن طريق العمل بعد الأنتهاء من دوام المدرسة،(كَ تحميل وتنزيل البُلوك او افراط الزيتون ) او كنا احيانا نوفّر من مصروفنا اليومي الشّحيح، (واللي بسمع بقولك كنا نوخذ مصروف !!)
كنا نطلع الى مدينة اربد بغرض مشاهدة افلام السينما الجديدة (كالأفلام الهندية، خصوصا افلام اميت باتشان وامجد خان وشاشي كابور) ومن الافلام العربية ، افلام عادل امام …..!

كانت اسماء السينمات في تلك الفترة (سينما الجميل/الدنيا/الزهراء /الفردوس/ الزهران/ وستوديو الزهران) …ستوديو زهران وما ادراك ما ستوديو زهران (كانت افلامه ملعونة حرسي 😀) وكل من يعرف ستوديو زهران لا بد ان يذكر الرجل “ابو اللوكس، صاحب الشماخ” الذي كان يقف على الباب …وكان يَعرف كل رجال المخابرات من اشكالهم، بمجرد النظر اليهم، ثم كانت مهمته بعد ذلك أن يُدخلك ويَتجول معك بين الممرات لكي يضيء لك (بلوكسِه) وانت داخل الى السينما المظلمة حتى يؤمّن لك مقعدا فارغاً !!

كانت أجرة الباص من الطيبة الى اربد (8 قروش) وكان هناك باص واحد فقط شغّال على الخط، في بداية الأمر لم يكن هناك باصات الا لاحقاً في اول الثمانينات، وكان اول خط باص للحاج عبد الله الحويدق رحمه الله ….اما السيارات التي كانت شغالة على الخط، كانت معدودة على الأصابع، كلها كانت من نوع مرسيدس 190 او 200 فقط…..كنا نتعذب كثيرا حتى نستيطع الذهاب الى اربد ….ذلك قبل وجود الباصات ….

اذكر بعض اسماء السواقين الذين كانوا يعملون على الخط في تلك الفترة (الحاج ابو المامون محمود السليمان، الحاج ابو عوني يوسف الرواقة، ابو الوليد السموعي، مأمون محمود سليمان، الحاج الصماوي نسيت اسمه) ….رحم الله من مات منهم، واطال الله في عمر الباقي .

..اجرة السينما كانت (15 قرش) للصالة و(30 قرش) للوج …كنا بعد ان يبدأ الفيلم قليلا ويلتهي الرجل (ابو اللوكس) نصعد الى اللّوج في غفلة عنه بدون ان ندفع أجرة اللوج …!!

…وبعد الأنتهاء من السينما كنا نذهب نأكل السندويش عند (كافتيريا الشباب) وكان ثمن الرغيف (6 قروش) فقط…

…. ثم نذهب بعد ذلك الى محل (العفوري للحلويات) لنأكل الكنافة النابلسية عنده، كان ثمن الأوقية على ما اعتقد (30 قرش) او ربما اقل قليلا، كان لدى المحل بابان……باب للدخول وباب خلفي للعمّال …بعض الشباب كان يدخل من الباب الرئيسي، وبعد ان يأكل كان يهرب من الباب الخلفي حتى لا يدفع ثمن الكنافة …..(للأمانة انا لم أكن افعلها، لأن سمعتي ومركزي ما كانوا يسمحولي اعملها 😀) …

لا زال محل العفوري موجودا على دوار وصفي التل (بحلّتهِ الجديدة)، وقد فَقد كثيرا من شعبيته، بعد ان كان الوحيد في أربد…اما الآن فكثُرت محلات الكنافة في اربد، وأصبحت المنافسة بينهم شديدة .

ثم بعد ذلك كنا نذهب الى كشك (الزرعيني) للبيع الكتب والمجلات والجرائد، والذي لا زال موجودا حتى الآن على دوار الساعة، ولا زال صاحبه الحاج الزرعيني (اطال الله في عمره ومتّعه في الصحة والعافية ) موجوداً، وقد ناهز عمره الثمانون واكثر….
..وذلك من اجل شراء مجلة #الموعد التي كانت تهتم بأخبار الفن والفنانين…وكانت هناك مجلة أخرى اسمها الآن (الشبكة) اقل شهرة من الموعد .

…. نحن بصراحة لم يكن هدفنا الاول متابعة أخبار الفن والفنانين بقدر ما كان هدفنا البحث عن صور الفنانات والحسناوات، والتي كانت تزخر بها هذه المجلة المتخصصة في هذا المجال !!!!
انا كنت في تلك الفترة مولعاً بمتابعة مباريات الدوري الأردني، وبدأ اهتمامي بها في موسم الثمانين تحديداً، كنت انا والمرحوم بسام سليمان مفتونين جدا بها…….كانت فرق الشمال قوية (الحسين اربد والرمثا) تنافسان على البطولة مع الفيصلي والوحدات، والأهلي القوي وكان فائزاً ببطولة ال 79…..
الوحدات كان جديدا على الدوري، وفاز بأول بطولة له سنة الثمانين، وكانت المنافسة بينه وبين فريق الحسين على أشدّها، ومباراة الحسين والوحدات الشهيرة والتي اوقفها الحكم حسين سليمان بعد حصول شغب على الغاءه لهدف للاعب سهل غزاوي بداعي التسلل، ويومها قام المرحوم حارس المرمى راتب الضامن بضرب حكم الراية، واوقفت المباراة بعدها واعتبر الوحدات فائزا بها، هذه لوحدها تحتاج لمقال طويل، وبعدها احرز الرمثا البطولة في السنتين التاليتين (ايام المرحوم خالد الزعبي والشقران والرشدان وسامي السعيد والشناينة وغازي الياسين والعرسان وغيرهم)…. وبعدها انطفأت اندية الشمال في سنوات التسعينات، ولم تعد تنافس على البطولة كالسابق، خصوصا بعد ان اعتزل جيل الكبار جيل السبعينات والثمانيات….
كان الملعب البلدي، الملعب الوحيد الذي تقام عليه مباريات الدوري في اربد…كل من يعرف الملعب البلدي لا بد ان يتذكر ابو زياد الأصلع (صاحب بنطلون الرياضة المخطط بالأحمر) المسؤول عن الملعب البلدي … (وعلوش ورياض والمزاري) كبار المشجعين ايامها…..
معظم المباريات كانت تقام ايام الجمعة واحيانا الخميس او السبت، اجرة دخول الملعب كانت بربع دينار للدرجة الثانية ..وكانت ترابية …..الدرجة الاولى كانت بنصف دينار…..
على الأغلب كنا نخاطر ونقفز من على ظهر سور الملعب العالي (الذي كان يبلغ طوله حوالي 4 او 5 امتار) وذلك بعد ان نتلقى العديد من الضربات بالهراوة على مؤخراتنا من قبل الشرطي الواقف في أسفل السور ينتظرنا….كلّ ذلك من اجل ان نحضر المباراة مجانا …(ما كان مهما كثيرا ان نوكل كتلة من قبل الشرطة، المهم عندنا ان نحضر المباراة) وكنت اذهب احيانا الى عمان لمشاهدة بعض المباريات القوية، من كثرة افتتاني بالكرة !!
الآن لم أعد اشاهد شيئا من مباريات الدوري الاردني….فقد فقدت رونقها وبريقها وأصبحت مملة ولا يوجد فيها فرق منافسة كالسابق !!
ربما آخر مباراة شاهدتها في الملعب كانت منذ اكثر من عشرين عام !!

تخيلوا انه بنصف دينار تقريبا كنا نعمل كل هذه الأشياء !!

الآن لو تعطيها لإبنك الصغير ربما يرميها في وجهك ولن يقبلها منك ….وسيقول لك (وشو بدي اسوّي فيها هاي يابوي ..انت بتتخوث عليّ) !

أيام ذهيت بحِلوها ومُرِّها ولن تعود ابدا !!
(وعلى شو جبت هالسيرة والله منا داري)

#ابن_عيشون

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى