أعلن وزير البيئة المصري.. أن القرش الذي وجد بالقرب من الشواطئ المصرية جاء من قطر!! ولا أدري كيف استطاع الوزير أن يعرف ذلك، هل وجد في جيب القرش جواز سفر، يثبت أنه من مواليد قطر، أم إن القرش كان يلبس دشداشة وشماغ وعباءة ومعه سيارة لاند كروز نمرة قطرية، فعرف أنه من سكان قطر، أم إن لهجة القرش ـ أثناء حديثه مع موظفي الجمارك والحدود ـ هي من حددت الجهة القادم منها!
من الممكن أيضا أن (القرش) اعترف بعد أن أكل (قلمين)، وتحت ضغط التعذيب أثناء التحقيق معه، ولا أدري هنا؛ أين منظمات حقوق الحيوان، عن هذه الفاجعة، وحجم التعذيب الذي تعرض له القرش، حتى أصبح ينطق ويعترف!
مجرد أن استطاع الوزير معرفة انتماء القرش، فهذا يعتبر إنجازاً علمياً خارقاً، وغير مسبوق في تاريخ البشرية، ولعله أهم بكثير من اختراع جهاز (الكفتة)، فهذا الجهاز الذي ابتكره أحد الضباط المصريين لمعالجة مرضى الأيدز والكبد الوبائي، يعمل على تحويل الفيروس الى أصبع كفتة، يتغذى عليه المريض فيَشفى، بينما ـ لتبرير عجز السلطات المصرية ـ اكتشف هذا الوزير اختراعاً جديداً، فقد عمل على تحويل القرش إلى “إخوان” ومدعوم من قطر!
طبعا ثبت فشل جهاز الكفتة وانصدم العالم من هذه “الفظيحة”، واختفى الجهاز ومخترع الجهاز، ومن تغنى بالجهاز، بينما تحويل القرش إلى “إخوان” مازال يجدد المأساة بحجم العقول المصرية، التي تفكر وتبدع وتدير الدولة المصرية؟!
من يستطيع أن يحدد انتماء القرش؟! الأولى له وهو يملك هذه القدرات الخارقة، أن يحدد حجم التحديات والظروف المعيشية الصعبة، التي يعيشها الشعب المصري، فالقرش يجد سمكاً في البحر يأكله، ولا خوف عليه، ولا داعي لأن يقلق الوزير نفسه بالقرش، بينما الشعب المصري لا يستطيع اليوم أن يجد لقمة عيشه!!
القرش علمنا أنه جاء من قطر، وصدقنا أنه “إخوان”، ولدي معلومات مؤكدة أنه وقف ضد الانقلاب في تركيا.. بينما هل يستطيع معالي الوزير أن يحدد لنا؛ من أين جاء العجز، والمديونية، وانخفاض الاحتياطات الأجنبية، وازدياد البطالة في مصر، وهي لم تكن بهذه النسب قبل أن تأتي هذه الزمرة لتحكم مصر!
تعرّف الوزير على القرش، لأن لا يعرف القرش إلا قرش!!
salehabuarab@yahoo.com