قلبي على مصر / عمر عياصرة

قلبي على مصر
حادثة الواحات البحيرية في صحراء مصر الغربية التي ذهب ضحيتها 58 جنديا مصريا، جعلتني اضع يدي على قلبي خوفا على مصر الكنانة، وخشية من تطور الامور الى مرحلة لا يمكن الرجوع بعدها.
مصر، وبغض النظر عن رضا الناس في الداخل والخارج عن سلطاتها الحاكمة، تظل قاطرة العرب، وذهابها للفشل لاسمح الله، سيكون اثره اكبر مما نتخيل على كل الملفات والدول والعواصم.
الارهاب في مصر يتعاظم، والدليل ان عملية الواحات كان معدا لها من قبل الامن المصري، فتعرضت لمفاجآت وكمائن، ويذهب ضحيتها هذا الكم الكبير من الجنود والضباط.
مصر بحاجة الى اكثر من مجرد التعاطف، تحتاج الى نصائح عميقة تتناول ضرورة تجاوز حالة الانكار التي يعيشها الحكم هناك، فللاسف ثمة اعتقاد جازم في القاهرة بأن الارهاب لا حل له الا بالامن والدماء.
هناك تعويل ملتبس على تجربة ارهاب منتصف التسعينيات وقدرة الدولة المصرية على تجاوزه، وهذا خطأ وخلط، فالفوارق كبيرة، والمتغيرات مختلفة في شكلها ومضمونها.
والاخطر ان تعتقد السلطات الحاكمة في مصر، بأن الارهاب بقسوته وعملياته، يمكن توظيفه لتعزيز شرعية الحكم التي تواجه اشكالات اقتصادية وسياسية عميقة وجذرية.
مصر ليست اية دولة، فالاستهداف نحوها يكاد يكون استراتيجيا عند اعداء الامة، وخطوة الحكم الاخيرة بالانفتاح على غزة لمواجهة سيولة الوضع في سيناء، يجعلنا نتأمل ان ثمة عقلانية لدى السلطات قد تفكر بطريقة مختلفة.
ما يجب ان تنصح به «ام الدنيا»، انه الى جانب الحل الامني في مواجهة الارهاب، يجب البدء بانفتاح سياسي على المجتمع المصري عنوانه المصالحة والمسامحة مع الاسلاميين، فالاصلاح السياسي اقوى من الامن في مواجهة الارهابيين.
لا يمكن لمجتمع منقسم سياسيا، وممنوع من المشاركة، ولا يجد قوت يومه، ان تضعه في مواجهة الارهاب، لن يساعد السلطات، سيراقب، وظروفه هذه قد تكون شريانا لمد الارهاب بمزيد من الدماء.
مصر لا ينقصها العقل والرشد، ولا ينقصها الوجدان الوطني الذي عمقه مجتمع نهر النيل، فقط هم يحتاجون للحظة صفاء وطنية، تعيد الامور الى نصابها، فيتبدد قلقنا العظيم على سيدة العرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى