في وداع الزعيم المجاهد ليث شبيلات

بسم الله الرحمن الرحيم
في وداع الزعيم المجاهد #ليث_شبيلات

#ضيف_الله_قبيلات

بكيت على ليث.. ألا أبكي الجرئ الجميل ؟!
ألا أبكي الشيخ السيدا ؟!
أغار من #شجاعة ليث شبيلات الذي كانت كلمته “أعظم الجهاد” بزعامة و جرأة و إقدام، و لأنّ أبا فرحان من الطفيلة، و الطفيلة في الجنوب، كذلك أغار من شجاعة الجنوب.
عاش ليث زعيماً شجاعاً، و مات حميداً سعيداً، سعيداً إذ رأى في آخر أيامه هذه الغضبة الشعبية الأردنية العارمة التي عمّت الوطن من أقصى الشمال لأقصى الجنوب، إجماع شعبي أردني يصدّق على ما صدع به أبو فرحان و ضحّى من أجله.
مات سعيداً و كأني به يقول “الحمد لله.. آنَ لي أن اكسر عصاي و استريح”, أما أنا فأقول: أحب الصالحين و لست منهم… لعلّي بحبهمُ أنال شفاعه.
غادرنا يوم الأحد الماضي أبو فرحان يرحمه الله تعالى و يطيب لي أن أودعه اليوم بإعادة نشر مقال لي قد نُشر على موقع جراسا الاخباري عام 2013 بعنوان “قطعاً لن يكون ليث شبيلات”. و قلت فيه:
الأردن مليء بالأحرار الشجعان المحبين لوطنهم .. المسـتعدين للتضحية بأنفسهم .. يعرضونها للخطر باستمرار .. يتعرضون للإعتقال و السجن و المحاكمة بِتُهَمٍ تصل إلى حد الإعدام .. مع أنهم لم يفعلوا إلا التعبير عن الرأي بالكلمة الصادقة الشجاعة الجريئة التي تضع النقاط على الحروف في وجه الظلمة المستبدين الذين يعتبرون أن مجرد ابداء الرأي جريمة تستحق الاعدام أو السجن حسب رؤيتهم (ما أُريكم الا ما أرى ) , و في الأردنيين على اختلاف أطيافهم كثيرٌ ممن تتوفر فيهم هذه الشجاعة.
و مع شجاعتهم و استعدادهم للتضحية هم أيضا أكفياء سياسياً و علمياً .. اقتصاديون .. أدباء .. علماء في مختلف التخصصات التي يحتاجها الوطن و هم أيضاً على درجة عالية من النزاهة و الأمانة و الحكمة و الحنكة و القدرة على ادارة كل شؤون الدولة .. لكن النظام الحاكم في الأردن يصرف النظر عن كل هؤلاء منذ مئة عام و حتى الآن و يصر على أن يظل المصدر الدائم لادارة شؤون الدولة حصرياً على ( البُكسـة المخَمجة ) أي المعفنة, فيمد يده في هذه البُكسـة و يخمش و يرمي على كراسـي الدوائر و الوزارات بما فيها رئاسـة الوزراء حيث هم الآن بصدد أن يخمشوا واحداً من هذه البُكسـة و ينصّبوه على كرسـي الرئاسـة . و لكي تنطلي علينا أساليبهم الماكرة يُظهرون لنا أنهم بصدد إجراء مشاورات لتسمية الرئيس .. و يؤخرون الإعلان عنه قليلاً ثم بعد ظهوره من البكسـة يخبروننا أيضاً أنه يجري مشاورات هو الآخر لتسمية الوزراء .. الى أن يضع المخرج اللمسات الأخيرة على التشكيلة .. فيذهبوا الى القَسَـم ثم الى الاقتسـام .. اقتسام الغنائم .. يقتسمون ثمرة تعب الشعب و جهده و هذه الصيغة الدائمة هي التي أوصلت الأردن الى حالة الانهيار الشامل و هو الآن في غرفة الإنعاش .. ولا إنعاش.
و هذا هو الذي يمنع أي أردنيٍ صادق مخلص من تولي رئاسـة الحكومة في الوقت الحاضر لأنه لا يستطيع في ظل هذا الانهيار أن يحقق مطالب الشعب المشروعة .. فقط سيحصل على لعنة الشعب الأردني.
أما إذا اقتنعت البطانة الفاسدة بدفع للخزينة ليس أقل من 10 مليار , ومنح ولاية كاملة للرئيس الأردني الشجاع الذي يؤكد على ولايته بقوة شخصيته و لا يسـتجديها من أحد .. و يصفع كل من يخدش هذه الولاية .. هو من يعين مدير المخابرات و يعزله .. هو من يعين مدير الأمن العام و يعزله.. ثم يجري التعديلات الدستورية التي تعيد للشعب صلاحياته ثم يضع قانون انتخاب عصري ثم يعمد الى تخفيض ضريبة المبيعات كي تنخفض الأسـعار و يعمل على تحسـين الرواتب و ينشر ثقافة الحرية و العدالة و يُفهم الجميع أن كرامة الأردني و سيادته خطٌ أحمر .. بهذا فقط يمكن لأردني مخلص شجاع أن يتجرأ و يُقدِم على تولّي رئاسـة الحكومة طلباً لرضى الله و رضى الشعب.
أما الرئيس المتوقع في هذه الدربكة .. فقطعاً لن يكون ليث شبيلات .. هذا الزعيم السـياسي الأردني الصادق الشجاع ولا أيّاً ممن ذكرت من أحرار الأردن الصادقين الشجعان.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى