يواجه وطننا الغالي في هذه الأيام تحديات جسام بعضها خارجي وبعضها الأخر داخلي ،، وبالتأكيد جميع هذه التحديات لا تقل أهمية وخطورة عن بعضها البعض .
التحدي الأول المتمثل بالشق الخارجي وخاصة فيما يتعلق بإستهداف المنظمات الإرهابية بلدنا الحبيب والصراع الذي يحيط بالوطن من كل حدب وصوب ، حيث نعيش بمنطقة ملتهبة ولا أمل بالمستقبل القريب بإنفراج الآزمات في هذه المناطق .
وعلى كل ورغم هذا الصراع العنيف الذي تشهده هذه المناطق وموجات اللجوء الكبيرة التي أرهقت كاهل الوطن إلا إن ثقتنا بجيشنا الباسل وأجهزتنا الأمنية لم ولن تتزعزع رغم بعض المحاولات البائسة التي قامت فيها المنظمات الأرهابية داخل الوطن وعلى الحدود ،، وهي بالفعل عمليات محدودة جداً لا يمكن أن تؤثر على الأمن والإستقرار في الوطن ولا يمكن أن تزعزع ثقتنا بجيشنا وأجهزتنا الأمنية ،، فنجاح هذه المنظمات بتنفيذ عمليات إرهابية لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة يقابله بالتأكيد نجاح جيشنا الباسل وأجهزتنا الأمنية بإفشال وإحباط مئات العمليات داخل الوطن وعلى الحدود وهو بالفعل نجاح كبير للجيش والأجهزة الأمنية يسجل لهم بأحرف من نور وشجاعة وحرفية .
أما التحدي الثاني وهو الأخطر برأي وهو تماسك الجبهة الداخلية وخاصة في ظل إنتشار قضايا الفقر والبطالة و استمرار الثالوث السيء المتمثل بالفساد والواسطة والمحسوبية وشعور فئة كبيرة من المجتمع بالظلم والغبن جراء عدم وجود عدالة في توزيع المكتسبات وعدم وجود آليات وبرامج مقنعة للحد من ظاهرتي الفقر والبطالة ،، وهو ما أثار حفيظة عدد كبير من أبناء الوطن ، وجمعينا رأينا وسمعنا عن الإحتجاجات التي شهدتها بعض محافظات الوطن وصاحبتها بعض أعمال العنف .
قد تكون هذه الإحتجاجات في ظاهرها أمر بسيط ومن الممكن السيطرة عليه بشتى السبل والطرق المتوفرة لدى حكوماتنا وأجهزتنا الأمنية ، ولكن أخشى ما أخشاه من تراكمات شعور المواطنين بالظلم والغبن وعدم تكافؤ الفرص وعدم وجود عدالة بتوزيع المكتسبات وهي بالطبع البيئة الخصبة التي تجد المنظمات الإرهابية ظالتها فيها ،، وفي مثل هذه البيئة تنتشر وتمتد هذه المنظمات وتتمكن من تنفيذ خططها وبرامجها بزعزعة الأمن والإستقرار في أي مجتمع تتمكن من الوصول اليه .
أتمنى على حكومتنا الأردنية وأصحاب القرار أن بعوا جيداً الأخطار الداخلية وأن يسارعوا الى توزيع مكتسبات الوطن بكل عدالة وإنصاف ،، وأن يضعوا البرامج والخطط المقنعة لمحاربة ظواهر الفقر والبطالة والواسطة والمحسوبية قبل فوات الأوان .
أخيراً شخصياً لست قلقاً على جبهتنا الخارجية فثقتنا بجيشنا الباسل وأجهزتنا الأمنية ومن قبلها بقائد الوطن ليس لها حدود ، وهم بالتأكيد يواصلون الليل بالنهار لحماية الوطن وحدود الوطن ونحن على ثقة أيضاً أن أطماع ومخططات هذه المنظمات لن تفلح على الإطلاق وستتحطم على صخرة ومنعة جيشنا وأجهزتنا الأمنية وتلاحم أبناء الوطن .
ولكني بالتأكيد بغاية القلق والخوف على جبهتنا الداخلية وأتوقع أننا بحاجة ماسة جداً لإعادة النظر بشأننا الداخلي جملة وتفصيلاً كي لا يكون بلدنا الغالي بيئة خصبة وفريسة سهلة للمنظمات الإرهابية و الطامعين والحاقدين .
أسال الله العلي القدير في هذه الأيام العظيمة أن يحمي بلدنا الغالي من كل مكروه وأن يرد كيد الكائدين والحاقدين الى نحورهم ، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .
والله من وراء القصد ومن بعد ،،،