(ذيبان)..تنتظر المبادرة / باجس القبيلات

  (ذيبان)..تنتظر المبادرة

يبدو أن ثمة شبه كبير بين أهل لواء ذيبان وشجرة الحراز السودانية، فالحراز ذات قدرة كبيرة على التكيف والبقاء في المناطق الجافة لذلك أصبحت مضربا للمثل الأعلى في الإنسان المُكافح الذي يصبر على الظمأ، ويقاوم شظف العيش، ويتحدى قسوة الحياة، وأهل ذيبان بالمثل حياتهم كد وشظف لكن قلوبهم عامرة بالرضى والقناعة على الرغم من نوائب الزمن وصروف القدر الذي جعلهم يحرمون من خدمات أساسية وضرورية في الحياة إسوة بغيرهم من أبناء المحافظات الأخرى .

وهؤلاء الصابرين المرابطين بلغت معاناتهم في الأعوام الأخيرة ذروتها، لدرجة أنهم ينيرون منازلهم بالشمعة واللامظة في فصل الشتاء نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي المتكرر وعدم انتظامه مع كل هبة هواء أو منخفض جوي، علما أن أصوات عديدة طالبت بإيجاد حل لهذه المعضلة، لكن هناك خمول مقيت من أصحاب الشأن الذين على ما يبدو يجهلون أن الموضوع يستحق البحث والمتابعة، وأن تبذل من أجله جهود شاقة، نظرا للأضرار الكبيرة التي تتمخض عن هذه الإشكالية التي لم تجد طريقها إلى الحل، وما زالت أكثر تعقيداً واتساعاً دون أي معللات مقنعة سوى أحاديث واهية وأعذار ضعيفة لتعليل قصورهم وإهمالهم، على الرغم من أن جميع المنتفعين من هذه الخدمة ملتزمون بسداد الرسوم المقررة بشكل فوري .

أما بعد، نحن ما زلنا في بداية فصل الشتاء والمواطنون في مساكنهم والتجار في أماكنهم سيكونون أكثر معاناة وضرر في قادم الأيام، وستلحق بهم خسائر مادية فادحة نتيجة عدم انتظام هذه الخدمة ومعالجة الخلل، وبناء عليه فقد وعدت شركة الكهرباء قبل عدة أيام من تاريخ نشر هذا المقال بإيجاد حلول ناجعة لتلافي هذه المعضلة في المستقبل القريب، وإذا لم يحالفها النجاح في درء هذه المشكلة والتغلب عليها، فأن الحل في مثل هذه الظروف يكمن في تدخل الدولة بإصدارها قرارات حاسمة وحازمة، ورفع الضرر عن المواطن وتمكينه من الانتفاع الهانئ بالخدمة التي تقدمها حكومتنا مقابل مادي يقتطعه المواطن من قوته اليومي .

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى