خبير عسكري: “إسرائيل” لا تقدر على حرب طويلة والمعركة لن تحسم جواً

#سواليف

الخبير العسكري والمستشرات في عمليات الدفاع الجوي #أسامة_عودة

  • لم يحقق الاحتلال الإسرائيلي النهاية المرغوبة وهي النصر على حماس.
  • استمرار القصف على “إسرائيل” يجبر جيش الاحتلال أن يكون في أتم جاهزية ودخول الإنذار على مدار الساعة.
  • لن يتمكن سلاح الجو الإسرائيلي من حسم المعركة.
  • توجد طرق تُمكن المقاومة في غزة من إعاقة سلاح الجو الإسرائيلي عن تنفيذ مهامه.
  • لا يمكن لـ”إسرائيل” أن تتحمل خوض حرب طويلة الأجل، بسبب تداعيات تلك الحرب، وتكاليفها الاقتصادية.
  • هناك احتمالية لتوسع رقعة الحرب ودخول أطراف إقليمية ودولية أخرى.

31 يوماً من #القصف_الجوي العنيف المستمر دون هوادة توجهه قوات جيش #الاحتلال إلى قطاع #غزة، حَوّلَ أحياء المدينة المكتظة بالسكان إلى أنقاض، مُوْقعاً #مجازر بشرية في كل ناحية منها، لكن رغم ذلك أفشلت المقاومة داخل غزة خطة جيش الاحتلال بالسيطرة على المدينة.

عند النظر إلى غزة من الأعلى باعتماد الصور القادمة من هناك يمكن تصور حجم #الكارثة، وهو أمر بديهي مع وجود معادلة غير منطقية بين ما تمتلكه قوات الاحتلال من قدرات عسكرية كبيرة، وأسلحة تعد الأكثر تطوراً على مستوى العالم، مقارنة مع ما يمتلكه المقاومون من أسلحة بسيطة وقنابل وصواريخ مصنعة داخل القطاع المحاصر.

يمتلك #جيش_الاحتلال الإسرائيلي قوات جوية متقدمة وقواعد عسكرية ذات قدرات عالية، تضم مئات الطائرات الحربية من أنواع مختلفة، وتعدّ الولايات المتحدة من أكبر موردي الطائرات الحربية إلى الجيش الإسرائيلي.

ومع وجود هذا الفارق الشاسع بين قوات الاحتلال و #المقاومة الفلسطينية في غزة، وعدم تمكن جيش الاحتلال من إنهاء الحرب لصالحه في وقت قياسي، يرى الخبير والمستشار في عمليات الدفاع الجوي والباحث في الشؤون العسكرية، العقيد الركن المتقاعد أسامة عودة، أن “إسرائيل” لن تستطيع المطاولة في هذه #الحرب.

يستعرض الخبير العسكري “عودة” إمكانيات “إسرائيل” وقدراتها العسكرية، مشيراً إلى أنها تحتل المركز الـ18 بين الدول الأقوى عسكرياً بحسب مؤشر (غلوبال فاير باور) لعام 2023، وتعتبر القوات الجوية الإسرائيلية من أكثر القوات تقدماً على مستوى العالم من الناحية التقنية.

ويضيف أن “إسرائيل” تمتلك 601 طائرة عسكرية، منها 241 طائرة مقاتلة اعتراضية، و32 طائرة هجومية، و15 طائرة نقل، و126 طائرة عمودية، و23 طائرة للمهام الخاصة، و11 طائرة تزويد بالوقود، و153 طائرة تدريب. ولديها العديد من المطارات العسكرية، وأسراب من طائرات “إف 35″ و”إف 16” و”إف 15″، وأعداد هائلة من الذخائر الذكية.

وتعتبر دولة الاحتلال رائدة في مجال صناعة واستخدام الطائرات المسيرة، وتمتلك أنظمة استخبارات ومراقبة واستطلاع حديثة، ومراكز قيادة وسيطرة متقدمة، وأنظمة دفاع جوي متكاملة للتعامل مع مختلف أنواع التهديدات الجوية والصاروخية، وفق ما يقول عودة.

ويعتقد أن “إسرائيل استخدمت أفضل ما لديها من قدرات وإمكانات جوية، وهذا الأمر ينطلق من عقيدتها ونظرية الأمن لديها بتفضيلها حسم المعركة في أسرع وقت لأن إطالة أمد الصراع ليس في مصلحتها”.

لم يحقق الاحتلال طموحه

لا يمكن بسهولة جرد ما تكبده قطاع غزة وسكانه من فظائع، لكن باختصار يمكن القول إن بشاعة القصف الجوي الإسرائيلي أنهت بنى القطاع التحتية ودمرت كل شيء، وقتلت وأصابت عدداً كبيراً من السكان، فضلاً عن تهجير غالبية الفلسطينيين إلى مراكز إيواء.

لكن العقيد المتقاعد أسامة عودة يقول إنه رغم ذلك “لم يحقق الاحتلال الإسرائيلي النهاية المرغوبة؛ وهي النصر على حماس، فما زالت الأخيرة تطلق الصواريخ منذ 7 أكتوبر، وما زال مقاتلوها يخرجون من باطن الأرض ويتصدون بصدورهم العارية لآلة البطش والدمار، وما زالت صفارات الإنذار تدوي بين فينة وأخرى في المواقع الحيوية الإسرائيلية”.

ويلفت النظر إلى أن “جميع الطلعات الجوية الإسرائيلية، والكميات الهائلة من المتفجرات لم تفلح حتى الآن إلا في هدم المباني والمستشفيات والمدارس وقتل المدنيين العزل”.

لن تُحسم المعركة جواً

المقاومة الفلسطينية تواصل توجيه ضرباتها الصاروخية من قطاع غزة إلى الأراضي المحتلة حتى بلغت “تل أبيب”، وأيضاً يستمر اشتباك المقاتلين الفلسطينيين مع جنود الاحتلال في المناطق المقصوفة بغزة، وذلك له فعل سلبي كبير على الإسرائيليين، وفق الخبير العسكري.

ويوضح: “من الناحية العسكرية فإن استمرار القصف والاشتباكات، ودوي صفارات الإنذار في المدن والمعسكرات الإسرائيلية، يتطلب تشغيل أنظمة الاستطلاع والكشف والإنذار، ويستوجب سرعة رد الفعل، وهذا الأمر يحتاج إلى الجاهزية والاستعداد على مدار الساعة، وتوفر الكفاءة القتالية والمعدات المناسبة”.

ويتابع: “ولكن رغم كل ذلك فلا يمكن التنبؤ ببنك الأهداف الذي حددته المقاومة، ولهذا الأمر أثر نفسي مدمر على الإسرائيليين، فقد تحطمت في 7 أكتوبر الهالة والأسطورة التي رسمها الجيش الإسرائيلي، وتبين أنه نمر من ورق”.

وحول إمكانية أن ينهي جيش الاحتلال المعارك لمصلحته بالاعتماد على امتلاكه سلاح القوة الجوية المتطور من جميع الجوانب، يرى الخبير والمستشار في عمليات الدفاع الجوي أنه “عبر مراحل التاريخ العسكري لم يثبت حسم المعارك من الجو فقط، بل إن جنود المشاة هم من يمسكون الأرض ويسيطرون عليها، وهذا ما لم يتم تحقيقه حتى الآن ولن يتم تحقيقه”.

ما يزيد من صعوبة المهمة على جيش الاحتلال وجود طرق تُمكن المقاومة في غزة من إعاقة سلاحه الجوي في تنفيذ مهامه.

يؤكد عودة أن “هنالك العديد من الطرق التي تندرج تحت مفهوم الدفاع الجوي السلبي، والذي يقوم على التخفي عن الأنظار والتستر من النيران وتمويه المواقع، والانتشار، وعدم تكديس القوات والمعدات بشكل متقارب، ويمكن استخدام المواقع البديلة والتبادلية، والانفتاح لغايات إعادة التمركز، ويمكن أيضاً اللجوء للخنادق وتحصين المواقع حتى تتحمل الضربات الجوية”.

ويضيف: “يمكن استغلال ساعات الليل والدخان والضباب وظروف الرؤية السيئة، إلى جانب الوسائل الإلكترونية، في حال امتلاكها، للتشويش على أجهزة الاستشعار والاتصالات ووسائل توجيه الأسلحة والذخائر المعادية”.

ويعتقد أن المقاومة في غزة تستطيع مواجهة التهديد الجوي والصاروخي المعادي، وذلك “من خلال تنفيذ ضربات استباقية ضد المطارات ومواقع الأسلحة والمعدات قبل تنفيذ الهجمات الإسرائيلية”.

وأشار إلى أن ذلك يتم “باستخدام الصواريخ والمدفعية والهاون والراجمات والقوات الخاصة والطائرات المسيرة، أو من خلال التصدي للطائرات والصواريخ بكل الأسلحة المتوفرة؛ من صواريخ دفاع جوي ورشاشات، وصولاً لتنفيذ إجراءات وتدابير الدفاع الجوي السلبي”.

لا يمكن لـ”إسرائيل” خوض حرب طويلة

وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، قال مؤخراً: “لن نوقف الحرب، ولا يوجد مانع لدينا باستمرارها سنة كاملة”، وهو ما يشير إلى امتلاك الاحتلال قدرة على المطاولة، لكن وفق تحليل عودة لقدرات جيش الاحتلال فإن ذلك بعيد عن الواقع.

ويرى أن “ما قاله الوزير يندرج في إطار الحرب النفسية لا أكثر، الحرب ليست إلا لعبة عض أصابع وصراع إرادات، ولا يمكن لـ (إسرائيل) أن تتحمل خوض حرب طويلة الأجل، بسبب تداعيات تلك الحرب، وتكاليفها الاقتصادية، وما ستشكله من عبء على القيادة الإسرائيلية تجاه المجتمع الإسرائيلي الذي يعاني من الانقسام والذي لا يتحمل الخسائر البشرية المؤلمة”.

ومن الأسباب أيضاً، بحسب عودة، “تعالي الأصوات الدولية المطالبة بوقف العدوان، والتي تعتبر ما يحدث إبادة جماعية وجرائم حرب ينبغي سوق مرتكبيها إلى محكمة الجنايات الدولية. وكل العدوان الإسرائيلي تواجهه المقاومة بإرادة وعزيمة وعقيدة قتالية قائمة على النصر أو الشهادة”.

أظهرت تقديرات إسرائيلية أولية أن الحرب على غزة ستكلف ميزانية “إسرائيل” 200 مليار شيكل (51 مليار دولار أمريكي).

وبنيت هذه التقديرات أن الوضع لن يمتد لأكثر من عام، ولن يتم تطوير ساحات إضافية وسيعود جنود الاحتياط إلى العمل قريباً. فضلاً عن أن الحرب حتى الآن تسببت بخسران 760 ألف إسرائيلي لوظائفهم؛ ذلك كله- وفق الخبير العسكري أسامة عودة- يتسبب في خسائر كبيرة تتكبدها “إسرائيل” في حال أطالت أمد الحرب.

ويقول: إن “توقف عجلة الإنتاج عن الدوران لها تبعات كارثية على الاقتصاد الإسرائيلي، فقد تأثرت البورصة الإسرائيلية وسعر صرف الشيكل الإسرائيلي، وقد دفعت الحرب الآلاف لمغادرة “إسرائيل” وانهارت السياحة، وسيتعرض صانع القرار في أمريكا وأوروبا للمساءلة والمحاسبة عن الضرائب التي يدفعها المواطن وتذهب لدعم القوة العسكرية الإسرائيلية الهمجية في حربها الظالمة على غزة”.

ولا يستبعد “احتمالية توسع رقعة الحرب ودخول أطراف إقليمية ودولية أخرى، ومن ثم لا يمكن إطفاء نار الحرب بسهولة أو توقع تاريخ انتهائها، مما يعني استنزافاً مالياً لا قدرة لـ”إسرائيل” وداعميها على تحمله”.

المصدر
الخليج أونلاين
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى