الوجهة الأكثر #رومانسية..
سواليف
مقال الخميس 27-10-2022
فرحت أيما فرح عندما قرأت نبأ اختيار #الأردن كــ” #الوجهة الأكثر رومانسية في #الشرق_الأوسط” ، تنهّدت طويلاً والابتسامة على اتساعها حتى كادت تلامس شحمة أذني .
صبيحة الخبر، وقبل الخروج لتوصيل أبنائي إلى المدارس قرّرت أن أتفاعل مع هذا الحدث العظيم “فجمعت ورد خبيزة متقزمة ،مع الشب الزريف،مع جوري، مع أم كلثوم”..وأهديتهم لأبنائي..”قالوا بأصوات متفرقة : “لويش هاظ” قلت لهم: لقد أصبحنا الوجهة الأكثر رومانسية في الشرق الأوسط، قال أصغرهم “طيب بدكيش تشتريلنا اندومي بس نروّح” قلت له حاضر، فلعبوا بالوردات ركلات ترجيحية وأنا “بحمّي بالسيارة” …لا بأس انهم صغار ولا يدركون أبداً ماذا يعني أن نكون الوجهة الأكثر رومانسية في الشرق الأوسط ،قطفة وردات أخر وقدّمتها على الطريقة اليابانية لأم العيال المنهمكة في العمل..قالت: “حطهن عندك تا أخلص شطف”…ثم تمتمت “هاي القشّاطة بتعلّ”..سأكون حسن النية وأعتبر أن قصدها لم يتعدّ القشاطة فعلاً..
في إحدى الحارات الضيقة ، سمعت أماً تنادي على ابنها بصوت مرتفع: “وك تعال اربطلك البوط قبل ما ييجي الباص يا ابن الحمار”..بينما كان يمارس الطفل حرناً غريباً وبكاء متواصلاً يرفض ارتداء الحذاء أو الذهاب الى المدرسة…يا سلام ، ما هذا النداء الشجي الندي..”يا ابن الحمار”..عاشت الأسامي..
**
لم تفارق الابتسامة محيّاي “فنحن الوجهة الأكثر رومانسية في الشرق الأوسط” ، بدءاً من المطار والسؤل القوي : منين جاي؟ معك دخان أكثر من كروز؟ وراجع الدائرة..إلى موظف البنك الذي من المفترض أن يكون ابن القطاع الخاص..عندما نهر جموع المراجعين: “اللي بطلع رقمه بيجي” لا تتجمّعوش عالكاونتر..وتتنفسّوا ع القزاز”..في الوهلة الأولى خيّل لي أني في متحف اللوفر وأن الأخ قطعة أثرية جئنا من أقاصي الدنيا لنتفرّج عليها ونتنتفّس على “قزاز وجهه”..
**
ما علينا ، في آخر النهار و على الشارع الرئيس ، كان ثمة افتتاح كافتيريا بالونات منفوخة بالأبيض والأخضر على شكل قوس..وصبيان صغار ينتظرون العروض المجانية ، وسماعات خارجية تصدح بأغنية ” أنا اللي بيعتهم ..أنا ذهب ما انباع …وطزّ بعشرتهم”…
آه والله…قالها وسمعتها بأم أذني “ولك طز بعشرتهم”…
#أحمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com