سواليف – خاص – فارس خليفة
اعتبر إعاقتي ابتلاء لانها اجمل شيء يميزني .. لانها كانت هي ابتسامتي والمعجزة التي تعجب منها الكثير وهي النعمة التي لن يعرف الناس فضلها علي. لن احزن لان هذه الاعاقة كانت بنظري ليست عبئا هي صفة مثل لون البشرة او الصلع .
الاعاقة أعطتني الكثير الكثير أعطتني محبة الناس ،و ارادة من حديد ، وأعطتني السعادة والكثير الكثير .
قد يعجب الناس من هذا الكلام ويظنون انني أواسي نفسي ولكن والله انها اجمل نعمة من النعم التي أعطاني إياها الله تعالى ،اسمع بمثل يقول ان الله يأخذ ويعطي ولكن الله أعطاني، أعطاني الاعاقة.
ليست حرمان فهي اكبر نعمة ، إعاقتي التي جعلتني افعل المستحيل فهي التي جعلت لي مكانة بين الناس والله اني اعتز بها، وجعلتني قدوة للكثيرين من الشاب، وكانت نعمة ليست لي فقط ولكن كانت نعمة للأخرين، فاعطتهم الارادة والعزيمة .
بهذه الكلمات يعرف الشاب والكاتب المعتصم بالله ابو محفوظ عن نفسه ، وهو الذي أفتقده الله في جسده وسلب منه الأطراف الأربعة والنطق باللسان ، ورضي بقضاء الله المكتوب عليه وبما جرى له نتيجة لأخطاء طبية وقعت عليه أثناء ولادته .
اجتاز المعتصم بالله امتحان الثانوية العامة بنجاح رغم ابتلائه حيث كان يستخدم انفه في الكتابة عبر شاشة الكمبيوتر ، حيث قامت وزارة التربية وقتها بمنحه وقت لم يكن كافي حسب حالته الخاصة ، لانه حينما يكتب بالانف لفترة متتالية ينوبه الالم في راسه …لان النفس يؤثر على الدماغ نتيجة لاشغال الانف بوظيفة غير الشم واستنشاق الهواء فاضافة وظيفة الكتابة للانف عطلت نسبيا ً أعمال مجرى الهواء للدماغ ، وهي الوحيدة التي تعمل في جسد المعتصم اضافة لعينيه اللتان تجهدان كثيرا من القرب لشاشة التاب التي يكتب عليها المعتصم بالله …ومن ثم ينقل الكاتب ويفرغ على الورق اجابات المعتصم بالله ، الذي عانا من ضيق الوقت والبطء في الكتابة وقت تقديمه الامتحان في القاعة الخاصة التي اشرف عليها مراقبان ومدير القاعة .
وهو الآن على مقاعد الدراسة في جامعة الزرقاء .
حباه الله بملكة الكتابة وكان باكورة انتاجه كتاب ” نظرات ثاقبة ” والذي كتبه ايضا بأنفه
امس الخميس كان للمعتصم بالله موعد آخر مع الإبداع فكان حفل توقيع كتابه الثاني ” عاشقة صاحب الكرسي ” برعاية وزير الثقافة نبيه شقم .
واستطاع المعتصم بالله تأليفه من خلال 200 ألف نقرة على شاشة الكي بورد بأنفه .
وحول كتابه يقول المعتصم بالله إن الكتاب ناقش نحو 25 قضية تعنى بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدا ان المجتمع مازال يفقتر الى النظرة الموضوعية للاشخاص ذوي الاعاقة، ولاسيما في التعليم والزواج وغيرها من القضايا المهمة.
وتضمن الكتاب الذي يقع في 178 صفحة ويضم 13 باباً، معالجة قضايا اجتماعية تخص الأشخاص من ذوي الاعاقة، والتى أراد الكاتب من خلالها ايصال رسالة مفادها ان هؤلاء الاشخاص لهم حقوق في المجتمع وعلى الجميع التكاتف والوقوف الى جانبهم من أجل الحصول على حقوقهم.
