المتشدقون باسم وصفي التل ….. اتركوه راقداً في قبره بسلام.
بقلم: جهاد احمد مساعدة/ وزارة الشباب
معار الى جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية- السعودية.
مَنْ يتشدقون باسم وصفي التل لا يعرفونه حقاً، فقد كان رجل دولة نظيفا نزيها، لا يستخدم المال العام لمصلحته الشخصية، ولا ويفصل او يشكل اللجان المختلفة على مقاسه حتى يجني المال بوجه غير حق، بل يكتفي بالراتب المخصص له من الدولة، ولم يك يسعى إلى أن يشتري مكتباً فاخرا للجلوس عليه، ولا يقود السيارات الفاخرة على حساب الدولة ليباهي بها الناس، ولم يكن يستخدم مرافق مؤسسات الدولة لأمور شخصية، ولم يقم بقاعاتها احتفالات لأهله وأصحابه رئياً وسمعة.
بل كان وصفي التل رجل يؤمن بالعمل الميداني ، يتلمس الهموم، ويساعد الفقراء ويغيث الملهوف، ويحارب الفاسدين، لكن عجباً ما نراه اليوم !!
نرى أقزاما كثر يتحدثون عن وصفي بمجالسهم وينشرون كلماتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكأنهم قدوة له، معجبون هؤلاء الأقزام بأفعال وصفي، ولكن قد نسى هؤلاء أنهم يسيئون لوصفي وان التغني به لا يغسل عنهم الفساد الذي غرقوا به من ممارسات تبدأ بالرشوة واستغلال موقعهم الوظيفي.
كثيرون هم الذين يتغنون بالوطنية وإعجابهم بوصفي ولكن شتان بين الثرى والثريا، فلم يكن وصفي مرتشيا، ولم ينزل عطاء لمنشأة ويسمسر عليها، بل كان وصفي يضرب بيد من حديد على كل فاسد تسول له نفسه بالمس بالمال العام، أو استغلال وظيفته، وكان يأخذ على يد من لم يقم بواجبه الوظيفي المنوط به على أكمل وجه.
المتشدقون اليوم عن وصفي التل تمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي بتغريداتهم الرنانة، ولعمري لو كان وصفي حيا بينهم لحاربهم لأن هؤلاء الأقزام ينطبق عليهم قول أبو الأسود الدؤلي:
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله … عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
فهؤلاء المتشدقون يتغنون بالوطنية وحب الوطن ونرى من أفعالهم العجب العجاب، يتغنون بحب وصفي وقيمه الشماء، وأفعالهم لا تنسجم مع أفعال وصفي.
أيها المتشدقون على وسائل التواصل الاجتماعي…..أخرسوا جميعاً وتركوا وصفي راقداً في قبره بسلام.
أخرسوا أيها المتشدقين الأقزام. فمن أحب وصفي عليه أن يكون مثله منتمياً لأمته،أمينا على وطنه، مخلصا لقيادته الهاشمية، ملتزماً بالقسم الذي اقسم عليه بوظيفته.