الليلة الثانية بعد الألف

الليلة الثانية بعد الألف
يوسف غيشان

ولما أدرك شهرزاد الصباح سدّت بوزها وتوقفت عن النباح، جلس شهريار في السرير متفكرا في هذه اللزقة التي تزوجها، وهو عاجز عن قتلها كالأخريات، لأنها تقطع السالفة وتنام كالخروف المدلل حتى الليلة القادمة لتكمل القصة وتبدأ بقصة جديدة لا تكملها إلا في ليلة أخرى.
شهريار لم يكن من النوع الذي يستسلم بسهولة لذلك فقد حاول ان ينهي الحكاية مستخدما خياله المجنح إلا انه فشل تماما في التحليق للوصول إلى نهاية الحكاية، وما حصل فيها من أحداث، فحاول استرجاع ما قالته ام الشوش (شهرزاد) على طريقة الفلاش باك، لعله يصل إلى ذروة النص ،حسب رأي كتّاب ما بعد الحداثة.
تذكر شهريار… فان مما قالته شهرزاد ..بأن بلادا كانت تعيش في حبور وأمان حتى جاءها مخمن الضرائب، ومفضل الأقارب، وصائغ القوانين المؤقتة، وعاثوا فيها فسادا وإفسادا وشتتوا الأحباب وفرقوا الأصحاب، واختلسوا حتى حليب الأطفال وابتسامات المراهقين وأطقم أسنان الشيوخ، وما تبقى من حكمتهم.
فضاقت الحال والأحوال حتى الانتخابات، حيث أصيب الشعب بصدمة الديمقراطية فصاروا يتراكضون على غير هدى وناديا ولم يعرفوا من ينتخبون.
هل ينتخبون مخمن الضرائب الليبرالي حتى يواجهوا به ويستقووا به على مفضل الأقارب!!؟
ام ينتخبون مفضل الأقارب ويأمنوا شره وشراهته فيواجه مخمن الضرائب، لحساب الأقارب.
ام ينتخبون صائغ القوانين المؤقتة حتى يحولها إلى قوانين كاملة الدسم ويعتدي على الديمقراطية؟!
هذه ملامح القصة التي سردتها شهرزاد في الليلة الثانية بعد الألف دون ان تحدد من انتخب الناس ومن الذي فاز …
ظل شهريار يفكر ويفكر حتى خطرت في باله فكرة جهنمية، فلماذا لا يقتل شهرزاد الآن، وينتظر حتى الصباح ويشتري الجريدة ويعرف الفائزين.
وهكذا صمتت شهرزاد إلى الأبد!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى