الحلم الصيني
مروان سمور
ركزت القيادات والاعلام #الصيني على قصة النجاح الاقتصادي للصين كبديل لليبرالية #الديمقراطية الغربية ، فالاقتصاد الصاعد في الصين يعد عنصرا مساعدا على تزايد جاذبيتها في العالم النامي . والبضائع الصينية : اليوم منتشرة في كل مكان بالعالم ، فأصبحت عبارة “صنع في الصين” علامة معروفة لدى الناس ويعشقونها وهي تعتبر بمثابة جواز السفر للعبور الى عقول وقلوب العالم
وعلى صعيد آخر انتهجت #الصين النهج الأمريكي في الإكثار من المنح الجامعية للطلاب من مختلف دول العالم، فقد بلغ عدد الطلاب الإندونيسيين في الصين ضعف عددهم في أمريكا، وعدد الطلاب من كوريا الجنوبية ثلاثة عشر ألف طالب، وهذه الخطوة تعتمد على افتراض انبهار جزء كبير من الطلاب يقيم وعادات وفلسفة الدولة المضيفة، ومحاولة استنساخ التجربة والتبشير بها في الوطن .
اما معاهد كونفوشيوس؛ حيث تشكل هذه المعاهد الصينية جزءا أساسيا آخر من الجهود الرامية إلى بناء القزة الناعمة التعليمية للصين. فحتى نهاية العام 2016، تم إنشاء 512 معهدا و1073 فصلا في 140 دولة (منطقة) في العالم، لنشر اللغة والثقافة الصينية على غرار المركز البريطاني ،
وعلى المستوى الإعلامي حاولت الصين بناء #امبراطورية #إعلامية توازي وتضارع القنوات والوكالات
الإعلامية العالمية المشهورة . ، فاطلقت سلسلة قنوات تلفزيون الصين المركزي (ccv). وعززت من قوة
وكالة أنباء «شينخوا» ، بغية تقليل وتحجيم تأثير ونفوذ هذه القنوات العالمية
ولكن برغم كل الجهود التي تبذلها الصين للتمكن من منافسة هذه القنوات الاعلامية العالمية ، لا يشكل الجمهور الدولي الذي يتابع هذه الدعاية الضعيفة سوى نسبة ضئيلة تكاد لا تذكر .
اما الاستثمارات الصينية المباشرة في الخارج، حيث تتمتع الاستثمارات الصينية المباشرة في الخارج بالجاذبية ، وبخاصة بالنسبة إلى الدول النامية ، وذلك بسبب عدم ارتباطها بشروط حقوق الإنسان أو نشر الديمقراطية وما إلى ذلك ؛ إذ إن الشرط الوحيد هو الاعتراف بتايوان كجزء لا يتجرا من الصين الأم ، وعدم إقامة أي علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان .
وايضا المساعدات الخارجية الصينية ينطبق عليها ما ينطبق على الاستثمارات من شروط. وإن هذا ما يميز المساعدات الصينية عن المساعدات عن غيرها ، وان الصين تعلن بانها تلتزم بعدد من المبادئ في تقديم المساعدات الخارجية ، ومنها (المنفعة المتبادلة ، وقاعدة رابح – رابح) .
لقد تبنت الصين منظمة شنغهاي (sco) وتضم إلى جانب الصين ( روسيا وكازخستان وقرغستان
وطاجكستان، وأوزبكستان) ، وبسراقية الهند وإيران وباكستان ومنغوليا . وهذه الكتلة يعتبرها الخبراء ، تشكل
تهديد كبير للنفوذ الأمريكي في أسيا
[٨:٠٩ ص، ٢٠٢١/٨/١٣] مروان سمور: وختاما ان الصين منذ نهاية عقد السبعينيات اتبعت مبدأ عدم الظهور على الساحة السياسية الدولية ، وعدم التسبب في مشكلات مع الدول المتقدمة التي تحتاج اليها لدواعي التصدير ومصادر للاستثمارات التكنولوجية ولكن من المعلوم بان الديناميكيات الاقتصادية والعسكرية تعتبر جزءا من الصورة عند تقييم دور الصين العالمي ، وستحتاج لفترة طويلة حتى تصل لمكانة الولايات المتحدة على كافة الاصعدة وان ادوات القوة الناعمة الصينية وحجم انتشار الثقافة الصينية لا يؤهلانها لمنافسة القوة الناعمة الامريكية في
الوقت الحالي ، ولكنها في منتصف الطريق