الحصة السابعة..

مقال الأحد 3-4-2016
الحصة السابعة..
حتى اللحظة، وبعد انقضاء أكثر من ربع قرن على الانتهاء من المدرسة، لم أر في حياتي أسوأ من توقيت الحصة السابعة، فلا أنت “عارف حالك مروّح” ولا أنت “عارف حالك مداوم”. الصفوف فارغة ، الهواء يغلق الأبواب بغضب ، الآذن يتفلّت، وكل خمس دقائق ينظر الى الصف ليتأكد من خلوّه، يلعب في قلادة المفاتيح ذهاباً واياباً في محاولة مؤدبة لطردنا..
إدارات المدارس كانت تعي أن الطلاب في الحصة السابعة تنسحب لديهم المهارات التفكيرية لصالح المهارات اليدوية والبدنية ..لذا غالباً ما تترك الحصة السابعة “فن” أو “مهني” أو “رياضة”..في هذه الحصة ينشغل الطلاب في صناعة صواريخ الورق واستخدام قشر “الترمس” كراجمات “للمغيطة” في مهاجمة النيام من الشقة الثانية من الصف ، او الحفر على الدروج..يقتلون الوقت ويقتلهم الوقت منتظرين بملل وترقب كلمة المعلم “يا الله روحوا”…فيحملون حقائبهم ويغادرون بسرعة الصوت..
أشعر أن مجلس النواب يعيش هذه الأيام، أجواء الحصة السابعة ، فلا هو “عارف حاله مروّح”..ولا “عارف حاله مداوم”..يتعامل مع القوانين التي بين يديه بملل تام ، وتمر جلسات الرقابة باردة والحوارات فاترة بلا حماسة ، ينشغلون من باب التسلية بإطلاق تصريحات لكنها من ورق او يستخدمون اللغة المطاطة في رمي الانتقادات ومناكفة الحكومة أيضا من باب التسلية..ينتظرون بترقب و”فرفطة” كلمة المعلم “يا الله روحوا”..
انا برأيي بما انه التشريع ” الله جبر” والرقابة “ما ينعزّ”..ان يشغل النواب حصتّهم الأخيرة من هذا المجلس بالرياضة…الطاولات بحاجة إلى إعادة ترتيب بسيط وتصبح ملائمة جداً للبلياردو..أو أن تبقى كما هي ؛ فهي مناسبة جداً لطاولة الزهر..وبإمكانهم ان يمارسوا رياضة جديدة تماماً عليهم أثناء الحصة السابعة من المجلس السابع عشر..وهي الرياضة الروحية…ان يقفوا على المنصات التي كانوا يقفون عليها طيلة السنوات التي مضت، يتأملون أخطاءهم وخطاياهم ، ان يطلبوا بجلسات حية ومباشرة المسامحة من الشعب على قدر المرات التي خذلوا بها آمال الشعب وخيبوا فيها ظن الشعب ، وتهاونوا بحقوق الشعب..من خلال هذه الرياضة يستطيعون ان يخلوا مع أنفسهم في الدقائق الأخيرة من الساعات الأخيرة من الأيام الأخيرة..يراجعوا ماذا قدّموا وماذا لم يقدّموا ولمن هرّبوا وممن تهرّبوا…اخلوا مع انفسكم قليلاً حتى يأتيكم نداء المنادي …” يا الله روحوا”…

غطيني يا كرمة العلي

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. المنادي “يا الله روحوا” سينادي يا عزيزنا أحمد قريبا ولكن ستعود معظم الوجوه إلى الطابور الصباحي قريباص أيضاً، وسيبدأون الحصة الآولى والثانية وحتَّى السابعة من جديد في الدورة القادمة؛ و كلُّها حصص نشاط و فن و رياضة… فلماذا سيتوبون و “يطلبوا بجلسات حية ومباشرة المسامحة من الشعب”!!!؟

  2. وماذا استفدنا من النواب من الحصص الاولى وحتى الحصه السادسه اذا اكتمل النصاب ولم يكن نصفهم مفلسعين عن الجلسات ففي الاولى كانوا يناقشون قضية تقاعدهم وفي الثانيه طوشه والثالثه استراحه والرابعه مناقشة الاحتباس الحراري والخامسه استنكارات وشجب وابداء القلق والسادسه تناول نقرشه ، حقيقه كان من الافضل لو نقلوا سوق العبدلي الشعبي لقاعة المجلس لاستفاد الشعب اكثر .

  3. يخلوا مع أنفسهم …؟؟ يا بتكبس عليهم النعسة وبناموا لانه نوم الظالمين عبادة وهروبا من ضمائرهم …. أو اذا خلوا مع أنفسهم بلعبوا كاندي كراش … أو بتهاوشوا مع حالهم أيضا هروبا من محاسبة أنفسهم أو برسموا قلوب حب ولوحات تكعيبية ما بتعرف لها معنى …. أو بهربوا النصاب مع أنفسهم وبفركوها … ثلاث سنين وشوي وما طلع منهم نفيلة . بدّك بآخر خمس دقايق بالحصة السابعة يطلع منهم اشي ..؟ …. انساهم خلينا نبلش باللي راح ييجوا بعدهم .. والله يعين هالشعب على الهم الجديد

  4. وظائف حمدت الله انني لم امارسها اولى ان اكون قاضيا والثانية ان اكون لحاما والثالثة ان اكون طبيبا اتقاضى النقود ممن اعلم انه سيموت بعد ايام ولا استطيع ان اكون محمد علي دامر رحمه الله والاخيرة ان اكون نائبا في البرلمان الاردني واقرا هذا المقال .. الكلام البليغ هو الذي يضن العامة انهم يستطيعون فعله جزاك الله خير الجزاء فجرح المواطن الاردني غائر والاطباء يمارسوم الموت الرحيم

  5. تصر دائما أخي أحمد أن تعيدنا إلى الطفولة ، حيث عبث الأطفال ونزقهم وتأففهم من قيود المدرسة وأحكامها..
    فعلا ..كانت الحصة السابعة عبئأ ثقيلا …ثم صارت للمعلمات ابتلاء …تطول بها الإقامة في المدرسة …تتخيل البيت ..وأبو العيال وردة فعلة على التأخير…والطبخة الحاضرة قبل بيوم …والأولاد لا يأكلون البابت …والعمل المتراكم….ووووو…
    عذرا …وعفوا..هي شطحات الخيال …ثم تصدمنا بما يؤلمنا مجلس نوابنا الكريم …ومستودع بثنا وهمنا …وتضاؤل املنا في من ينقل صوتنا للمسؤولين !!!
    بالأمس كنا في صدى نتائج انتخابات المعلمين …وكنا نشكو من عودة الحال لما كان…ولا جديد على المنظومة الديمقراطية …..وتمر غيمات التغيير راعدة سوداء ..لكنها عقيم كغيمات الصيف… واليوم تحدثنا عن قرب أفول مجلسنا النيابي الكريم …والله هذا كثير …استاذنا عذرا وعفوا : بس ضربتين في الرأس بيوجعو …نستودع الله هذا الوطن …ونكل همنا لعلي قدير…هو نعم المولى ونعم النصير ..

  6. و ما هي أخطاءهم وخطاياهم ، و على ماذا المسامحة من الشعب و متى خذلوا آمال الشعب و هل فعلاً وتهاونوا بحقوق الشعب..
    يا سيدي كلامك لا أصل له. و لا أدل على ذلك من أن الشعب الذي تنشر مظلمته سوف يرشحهم و يدعمهم و يرجعوا لنا مرة أخرى. هم و من هم على شاكلتهم.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى