الجاهل عدو نفسه !
د. محمد شواقفة
اتمنى ان تتوقف محطات التلفزيون المحلية عن بثها الميداني من المستشفيات و الاسواق و اماكن الحجر …. لأن ذلك لا يجعلنا نشعر بالاطمئنان أبدا …. المذيع في وسط المستشفى محاطا بالعشرات من العاملين الصحيين و المواطنين …. و يجري مقابلة مع احد المدراء …. هذا تصرف غير مناسب أو مقبول و يخالف كل الاعراف … حتى ان المذيع احتج على معد التقرير و طلب منه توسلا ان لا يجتمع الناس حوله ….
حتى و لو كان تلفزيون ينقل تقرير … لا يجوز ان يدخل هذا العدد لقسم العناية الحثيثة … و يتم فتح الابواب و قد دخل المعد في مستشفى آخر لغرفة فحص المرضى و مرة أخرى طلب منه المذيع أنه لا داع للدخول و الاقتراب من المريض الذي كان تحت الفحص … و هذا أيضا تصرف خاطئ من المعد و رأي سليم من المذيع …
نفس المشهد يتكرر في الاسواق التجارية و بطريقة مستفزة … رغم التحذيرات و التبيهات و الرجاء و التوسل و لكن يبدو أن هذا الطبع لا يمكن التخلص منه … لا شئ يفسر هذه التصرفات سوى جهل أو ربما جهالة ناتجه عن استهتار و عدم جدية. لم تذكر أي دراسات أن المكسرات تفيد في مقاومة الفيروس … و لم يثبت العلم أن الفيروس يخاف من الجيش و القوى الأمنية …
الجيش و الأمن ينتشر لمنع المواطنين من التجمع و لحمايتهم من جهلهم و غبائهم …و ليس لمقاومة الفيروس.
علميا … لا نعرف الكثير عن هذا الفيروس و لا أحد يملك أي كان إجابات … لا أحد يحتاج الوطن منكم سوى أن تعزلوا أنفسكم اختياريا الآن و فورا قبل أن يتم عزلكم إجباريا بعد أن يتم إصابتكم بالفيروس.
أحزنني جدا شكوى نقيب الاطباء بأن المتطوعين المتدربين لم يتم السماح لهم للمساعدة لأسباب أمنية .
أنا شخصيا لم تعجبني الحكومة أبدا تاريخيا و لكن هذه المرة يبدو ان هناك التزام من نوع ما … و خصوصا اننا نعلم يقينا حقيقة امكانياتها … لذلك نجاتنا – بعد الله – بايدينا و بتصرفاتنا…
رجاء لا تجهلن فوق جهل الجاهلينا ..
لا نريد من الحكومة كثيرا …. إطلاق سراح المساجين و معتقلي الرأي … و لن نغضب إذا تمت مراجعة أسعار المحروقات… و بصراحة مع حظر التجول !!
” خلليك ايجابي ”
