الاطباء … لا نحميهم بالدرك
عاجز من يفكر بهذا الاسلوب ولا يستحق ان يكون في موقعه وانني ارى ان ذلك امتداد لعقلية التعامل
مع اي احتجاج شعبي مشروع وصادق ضد اي تصرف رسمي خاطىء واعتماد القوة كأجراء وحيد
تجاه الناس.
من يفرض الضريبة ليصحح تشوها في الميزانية ولا يكلف نفسه عناء اجتراح الحلول التنموية ان
كان قادرا عليها في الاصل هو نفسه من يعالج التشوه الخدمي والنهوض بالمجتمع بقبضة وسوط
رجل الدرك نحو اخيه وابن عمه وصديقه ونحن مجتمع محدود ولا تستطيع ان تذكر اسم اي منا الا
ويكون معروفا لعشرة اشخاص على الاقل .
ما يحصل بين المواطن والطبيب هو ما يحصل بين المواطن واي موظف رسمي افهم ان وجوده
بوظيفته هو لتعميق معاناة الناس لا لخدمتهم ويستطيع المواطن ان يتحمل تعطيل معاملته لبضعة
ساعات او ايام لكن حياة الابن والاب والزوجة المحتاج لتدخل طبي سريع لا تحتمله عاطفة الابوة
والاخوة ولا ينفرد المواطن الاردني بذلك بل هو سلوك انساني راق ومشروع .
الطبيب مظلوم فهو مكلف بمعالجة عشرة اضعاف طاقته والمواطن مظلوم فهو لا يتلقى الحد الادنى
من الرعاية الطبية ولو دون المواطن شكواه على نسخة ورقية لتكدست امام المسؤولين اطنان من
الاوراق التى تحتوى شكاوى لا يستطيع الانسان ان يتحملها .
كل مواطن اردني يحمل حكاية او حكايات حصلت معه فهو الذي يعطى موعدا للتصوير بعد ثمانية
اشهر وهو بحاجة الى تدخل جراحي فوري فيضطر للاستدانة والذهاب الى مستشفى خاص وهو
المؤمن طبيا وهذا ليس افتراء بل هو واقع .
من يحصل على البطاقة الصحية ولديه مرض مزمن لا يوفر له الدواء اللازم لحالته المرضية وان كان
سعر الدواء مرتفعا فان كلمة التأمين لا يغطي موجودة لكن هذه الادوية ممكن ان تصرف لاناس
محددين .
من يحصل على التأمين الصحي المجاني لبلوغه الستين لا يحق له ان يتعالج في المركز الوطني
للسكري وهو المصاب بالسكري والمركز يحمل كلمة وطني وان كان بحاجة لدواء يزيد سعره عن 5
دنانير فهو دائما غير متوفر لذلك يضطر المريض ان يتجه لادوية رخيصة لا تساعده على مرضه لكنه
يريد ان يعيش بالمتاح .
نقول للمواطن الاردني ان الطبيب الابن والاخ والاب لا يملك كل الحلول اللازمة لخدمتك وانه ذلك
المحارب الشرس الذي ارسل الى الجبهة مجردا من سلاحة وتركوه يواجه احتياجاتك بصدر عار
ونقول للطبيب ان هذا المواطن الذي لا يملك ثمن الخدمة الطبية في المستشفيات الخاصة يتطلع اليك
كمخلص وصاحب رسالة فحاوره وامتص غضبه فانت واياه وجندي الدرك في خندق الوطن المخذول.