الإدارة الحكومية العاجزة . . !

الإدارة الحكومية العاجزة . . !
موسى العدوان
#الإدارة مفهوم شامل في عالم اليوم، ينسحب على جميع أوجه النشاطات الحياتية، التي يمارسها الناس في مجتمعاتهم بصورة يومية . والإدارة تبدأ أساسا بالفرد وبكيفية إدارته لنفسه، ثم تتطور من إدارته الذاتية إلى إدارة مجموعة من الناس، إذا كان في موقع #المسؤولية.
ازداد الاهتمام بالإدارة بعد الحرب العالمية الثانية، نظرا لكثرة التعقيدات التي تواجه المسؤولين، نتيجة للتقدم الصناعي والتكنولوجي، الذي أحدث قفزة اجتماعية تستدعي إدارات متخصصة، تدرك أهمية التعاون بين المدير وأتباعه من الموظفين. وهذا يتطلب دراسة وتحليلا دقيقا، لمعرفة جوانب الموضوع، واختيار العمل الذي يحقق الهدف المنشود.
تصبح الإدارة أكثر أهمية كلما كان الموظفون أكثر احترافا، وكلما زاد نطاق الأعمال ودرجة التعقيدات التي تواجه المدراء. فالتطورات التقنية تغيّر بصورة طبيعية ومتواصلة، #أساليب #الإدارة وآليات تطبيقها. وبناء عليه يتعرض المدراء بمختلف مستوياتهم، إلى اتخاذ #قرارات إدارية هامة، تنعكس نتائجها على أعمال المرؤوسين، أو على حياتهم الشخصية.
والمدراء نادرا ما ينفّذون الأعمال بأنفسهم، بل يجري تنفذها من خلال مرؤوسيهم. ولكن المدراء يتحملون مسؤولية أعمال مرؤوسيهم على أية حال، سواء كانت صحيحة أم خاطئة.
يتضمن العمل الإداري تحليلا دقيقا للمعضلة التي تواجه المدير، والذي عليه أن يدرسها بدقة ويناقش حلولها الممكنة، لكي يختار من بينها الحل الذي يحقق غايته، ومن ثم ينتقل ــ بالضرورة ــ إلى المرحلة اللاحقة وهي عملية اتخاذ القرار. ومن هنا يتبين لنا أن الإدارة والقرار عملان متلازمان يكمل أحدهما الآخر.
لا شك بأن الإحباط والتخبط في القرارات، الذي يجري في بعض الدوائر الرسمية أحيانا، ينتج أساسا عن التوظيف الخاطئ، وعدم وجود الشخص المناسب صاحب الكفاءة العلمية والخبرة العملية، في المكان المناسب.
فتكون النتيجة الحتمية قرارات خاطئة ومتضاربة أحيانا، قد تتبعها أزمة إدارية أو أكثر. وحينئذ تتحول الدائرة إلى حقل تجارب لكل قادم جديد، يمارس فيها هواياته الخيالية، ويحمّل أوزارها للمواطنين، الذين يشكلون الحلقة الأضعف في السلسلة الإدارية . . !
وسوء الإدارة لا يتمثل بالفعل الخاطئ فحسب، بل يتمثل أيضا في عمل سلبي وعدم الإقدام على الفعل، بينما الآخرون يغذون الخطى في التقدم والتطور لمصلحة بلادهم. والأمثلة على ذلك كثيرة في بلادنا ويصعب حصرها، كان آخرها استقطاب مطار رامون الإسرائيلي للركاب والسياح، بقدرة قد تصل إلى حمل 4 مليون راكب سنويا، بينما سوء الإدارة وبيع مطاراتنا أو مرافقها، يجري على قدم وساق.
ومما زاد الطين بلّة، إنشاء منتجع سياحي سعودي جنوب العقبة على مساحة 34 ألف كيلو متر مربع، وحصارنا النسبي من الشمال والشرق، سيجعل الحبل يلتف حول أعناقنا، ونحن ساكنون دون حراك، سوى الإدلاء بتصريحات فارغة، وتشكيل لجان متعددة للتطوير الذي لن يأتي، ومن ثم الانتظار لساعة الحقيقة، التي ستكتب لنا نهاية غير سعيدة . . !
التاريخ : 27 / 8 / 2022

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى