ازدهار و اندثار الأمم!!! / د . ناصر نايف البزور

ازدهار و اندثار الأمم!!!
د . ناصر نايف البزور
هناك ثلاثة أنواع من الحضارات: حضارات في طور التقدّم و الازدهار… و حضارات في طور الضعف و الانهيار… و حضارات تمارس الانتحار و الاندثار … 🙁
فعندما تقرّر الأمّم ذات الطموح النهوض فإنّها تنفتح على الثقافات و الحضارات الأخرى و تستورد منها ما هو نافع و مفيد؛ و هذا هو جوهر التلاقح التفاعلي بين الحضارات!!! و عندها تبدأ الأمم بالازدهار و التقدّم…كما حدث مع الولايات المتحدة و كثير من البلدان الأوروبية…
و عندما تحاول الأمم صاحبة الإنجازات الإنغلاق على نفسها فإنّها تحكم على نفسها بالجمود و بالتالي الإنهيار التدريجي البطيء؛ و هذه هي قصّة و سر انهيار بعض الحضارات!!! كما حدث مع دول المعسكر الشرقي….
أمّا عندما تفقد الأمّة بوصلتها و تتيه في صحراء غبائها و ضياع هويتها فإنّها مُنتحرة و مُندثرة لا محالة و يكون ذلك من خلال استيراد كل غثٍّ و هزيل من الأمم الأخرى دون أدنى تفكير في جدوى و أبعاد الفكرة أو المادة المستوردة… كما حدث في بلاد العرب…
و كما حدّثني أحد طلبتي أنّ الطلبة في جامعة حكومية أرادوا الإحتفاء بإحياء أسبوع الثقافة الإسباني (و هو أمر جميل و نافع من حيث المبدأ)، فقاموا في أحد الفعاليات بمحاولة تقليد بعض الإسبان في مهرجان الجري أمام الثيران؛ و بما أنّ الثيران غير متوفّرة لدينا فقد حاولوا إحضار بعض الأغنام… 🙁 و عندما فشلوا في توفيرها أيضاً قرّروا الجري في حرم الجامعة متخيّلين مشاهد مطاردة الثيران… 🙁
اسبانيا بلد غني بحضاراته و تنوّع ثقافاته؛ فهل ضاق بنا الحال و لم نجد في ثقافتهم من الكنوز ما نحذو حذوه سوى “مناطحة” الثيران… أي احنا الثيران اللي عندنا عايفينها… و حياتنا باتت ملأى بالعناء و الكد و الحراثة … و الأعباء الاقتصادية و النفسية التي يحملها كل واحد منها تنوء بها العصبة من الثيران الإسبانية بل و حتّى الأمريكية 🙁 و الله أعلم و أحكم!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى