سواليف
عتبر الكتابة نوعاً من تطهير الروح وترجمةً لما يدور في الخلد بكلمات عميقة الأثر، تنطق عن الهوى من خلال موهبة تتمتع بها القلة القليلة من الناس.
ولأنها فنٌ وحاجة، فإن العديد من الكتاب عاشوا حياةً مريرةً إما بسبب الظروف المحيطة بهم، أو بسبب عدم قدرتهم على التأقلم مع العالم بكل بشاعته وقساوته، فخطوا آخر سطور حياتهم بأيديهم وأنهوها انتحاراً.
تستعرض “هافينغتون بوست عربي” فيما يلي قائمةً بأشهر الكتاب العالميين المعاصرين الذين انتحروا وتركوا العالم من بعدهم حائراً:
– ارنست هامينغواي (1899-1961):
كاتب أميركي من أشهر كتاب العصر الحديق، وصل نتاجه الأدبي إلى أوروبا وسائر أنحاء العالم. عمل كصحافي وغطى الحرب الأهلية الإسبانية والحرب العالمية الثانية من لندن.
كتب العديد من القصص قصيرة والروايات، وحاز على جائزة نوبل للآداب، إلى جانب جائزة بوليتزر للصحافة، كما عرف بعشقه لصيد السمك إلى جانب المغامرات المختلفة.
قدم هامينغواي روائع مثل “الشيخ والبحر” و”مرتفعات كليمنجارو”، لكن المعروف أن أسرته كانت تعاني أمراضاً عقلية، فأبوه وأخته وأخوه انتحروا جميعاً.
وبالرغم من العلاج الذي خضع له، والذي وصل حد الصدمات الكهربائية، فإنه اتخذ قرار الانتحار بطريقة عنيفة. وصفت زوجته الطريقة المؤلمة التي انتحر بها، حيث أخذ إحدى بندقيته ذات الرأس المزدوج وأطلق النار على نفسه في الرأس عبر فمه.
– سيلفيا بلاث (1932-1963):
كاتبة وشاعرة أميركية أيضاً، حائزة على بوليتزر. وبالرغم من قلة أعمال الشاعرة المتمثلة في ديواني شعر وروايتين إحداهما غير مكتملة، فإنها حازت شهرة عالمية لحساسيتها وحميمة تربتها الشعريّة.
كانت بلاث تعاني من الاكتئاب، وقد حاولت قتل نفسها، إذ تناولت في إحدى المرات حبوباً منومة ثم نزلت بسيارتها في نهر. ونتيجة الخطر التي كانت تشكله بلاث على نفسها وعلى طفليها، تم تعيين ممرضة لها، لكنها تمكنت من إنهاء حياتها عبر وضع رأسها في فرن وإحكام إغلاق الغرف كي لا يصل غاز أحادي أكسيد الكربون إلى أطفالها، لتموت اختناقاً.
تشير الكثير من التفسيرات إلى أن بلاث قُتلت، وأن ذكراً مجهولاً كان قد زارها يوم انتحارها وتسبب بموتها، لكن برغم كل هذه التفسيرات، خسر العالم إحدى أهم الشاعرات ذوات الخصوصية في السرد النسوي.
– فيرجينيا وولف: (1882-1941)
في فترة ما بين الحربين العالميتين، ذاع صيت الكاتبة البريطانية فيرجينيا وولف، بوصفها من الأصوات النسوية ذات الموهبة والتأثير.
وضعتها تجربتها في الكتابة وأسلوبها السردي في مصاف أشهر الكاتبات في العالم وبقيت روايتها وقصصها مثل “السيدة دالوي” و”حفرة في الحائط” من المحطات المميزة في تاريخ السرد.
إلا أن وولف كانت مصابة بمرض ثنائي القطبية، وتقلبات المزاج التي كانت تصيبها، ما أثر على صحتها العقلية، فبعد القصف الألماني على إنكلترا، دخلت الأخيرة في اكتئاب شديد، وما كان منها إلا أن ملأت معطفها بالحجارة وألقت نفسها في نهر قرب منزلها، ولم يستطع زوجها استعادة جثتها إلا بعد 20 يوماً من هذه الحادثة بعدما طفت على سطح الماء.
– يوكو ميشيما (1925-1970):
فاقت شهرة الكاتب الياباني شهرة أقرانه، حتى أن هناك جائزة أدبية باسمه هي “جائزة ميشيما”.
يعد صاحب “اعترافات قناع” من رواد الطليعة الجديدة في اليابان، وقد كان انتحاره إثر انقلاب سياسي فاشل، حيث أثر الفشل في الأوساط الأدبيّة.
انتحر ميشيما علناً على الطريقة اليابانية التقليدية حيث طعن نفسه في بطنه وطلب من صديقه قطع رأسه، جاعلاً موته وسيلة للاحتجاج السياسي ورفضاً للنظام القائم.
انتحر ميشيما بعد خطاب ألقاه أمام جمع من الجنود من أجل الانقلاب وإعادة سلطة الإمبراطور، لكنه فشل وقوبل خطابه بالضحك والتهكم.
خطط ميشيما لانتحاره، بل كان أشبه بحدث مسرحي هدفه الاحتجاج السياسي بطريقة مشرفة، من وجهة نظره.
– فلاديمير مايكوفسكي (1893-1930):
شهد الشاعر والمسرحي الروسي فلاديمير مايكاوفسكي الثورة البلشفية وكان من أبرز أنصار الحزب الشيوعي في نشاطاته، بل ومن المشاركين في المظاهرات أوائل الثورة في العام 1917.
كان من رواد المستقبلية ومن الموقعين على بياناتها، إلا إن انخراطه في الحزب الشيوعي غيّر ذلك، فمايكوفسكي من أهم شعراء الاتحاد السوفييتي، بالرغم من انتقادات الستالينيين.
كان مايكوفسكي شاعراً ومحرراً صحافياً وكاتبا ومخرجاً مسرحياً، بل وجه انتقادات كثيرة للسياسة والواقعية السوفيتية في الأدب.
انتحر برصاصة في القلب وترك رسالة انتحار وقصيدة غير مكتملة. وتشير الكثير من التساؤلات وبعض التحقيقات إلى أن الاستخبارات السوفيتيّة قامت باغتياله، لكن لم يتم التأكد حتى الآن من حقيقة موت صاحب “غيمة في سروال”.