الحجايا قهرَ المنايا / د. ناصر البزور

الحجايا قهرَ المنايا

يقول الله في مُحكم التنزيل: “كلّ نفسٍ ذائقة الموت”… وهذه حقيقة يعرفها ولا يُنكرها أيّ إنسان عاقل سواءً كان مُسلماً أو غير مُسلم… ولكن هناك فروقٌ كبيرة بين موتٍ وموت…
فكم من الناس يرحلون ولا يكادُ أحدٌ يذكرهم بشيءٍ بعد رحيلهم…
وكم من الناس يرحلون ولا يكاد يذكرهم سوى أبناؤهم…
وكم من الناس يرحلون فتذكرهم الشعوب بالخزي والعار…
لكنّ القليل من الناس يرحلون ولا ترحل ذكراهم أبداً؛ بل تزيد ذكرهم عبقاً بالخير بين الناس ممّن كانوا يعرفونهم والذين لم يكونوا يعرفونهم من قبل… فهؤلاء هُم الذين يقهرون الموت والمنايا…
فقد قهر المرحوم بإذن الله الدكتور أحمد الحجايا نقيب المعلّمين المنايا إذ أنشبت إظفارها ووافت روحه الطاهرة فإذا به يتحوّل في المجالس وعبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أيقونة بين مُحبيه وزملائه وحتى بين خصومه …
اقد عاش رحمه الله وهو ينشر الخير والفضيلة والعلم؛ وختم عامه الهجري بما عاش عليه… فقد كان بشهادة الجميع إنساناً راقياً في فكره ومنهجه… حازماً في قول كلمة الحق… عالماً في مجال تخصّصه… مُخلصاً لمهنته ولأصدقائه ولتراب وطنه… شهماً ومضيافاً لكلّ مَن عرفه… نظيفاً شريفاً عفيفاً في جميع مسلكه…
وكما جاء في الحديث النبوي أنّ جنازة مرّت فأثنى عليها الصحابة بالخير فقال النبي عليه السلام “وجَبَت” … ومرّت جنازة أخرى فذكرها الصحابة بالشرّ فقال النبي عليه السلام “وجَبت”… فتعجّب الصحابة وسألوه عن ذلك فقال لهم: “مَن أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار؛ أنتم شهداء الله في الأرضأنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض”…
لمثل هذا فليعمل العاملون…فهنيئاً للدكتور أحمد الحجايا هذه الخاتمة الحَسَنة بعد وقفة على منبر رسول الله في يوم جمعةٍ مبارك وفي ختام عامٍ هجري… ورحمَه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين… وأعظم أجر ذويه من إخواننا أبناء الحجايا الكرام وجميع مُحبّيه وأصدقائه وزملائه…. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى