يا أيّـها المَلِـكُ / اسعد البعيجات

يا أيّـها المَلِـكُ

عندما يمرض أحد افراد العائلة وتجد الأب يقف على سرير ابنه او ابنته ليخفف الحرارة تاره ويلهج بالدعاء تاره اخرى ليبعث وقتها الهدوء والطمأنينة في البيت ليجسد الامل والحب والأستقرار .

لقد رآى الاردنيين من شتى المنابت والاصول والعالم أجمع وقوفك على سرير الاْردن تتابع حرارة الاْردن وأبناءه من المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات مما بعث الأمن والهدوء والطمأنينة في البيت الاْردني الواحد في المقابل كانت قلوب الاردنيين أطفالا ونساءا ورجالا شبابا وشيبا تلهج بالدعاء للعلي القدير ان يحفظ هذا البلد .

أيّـها المَلِـكُ

حرارة الوطن والمواطن ترتفع في اليوم الاف المرات

ترتفع عندما يذهب المواطن الى المستشفى ولا يجد سرير ليعالج ابنه .. ترتفع عندما يمارس حلقة من حلقات توم وجيري في رحلة البحث عن الطبيب والممرض والصيدلي فلا يجدهم الا بعد عناء او بعد فوات الاوان ….

الا يستحق من فقد ابنه في هذا الحالة ان نمنحه لقب الشهادة ؟

الا يستحق ان تُستنفر كل القوى لمعالجة هذا الامر ؟

ترتفع حرارة الوطن عندما يقطع المواطن المسافات مع شروق الشمس ليحظى بمقابلة وزير فيجده أغلق بابه بمئات الاقفال.

ترتفع درجة حرارة الوطن مع كل عام جامعي جديد عندما ينظر الأب الى زوجته لعل وعسى بقي في صدرها بعض حبات العصملي فتهز رأسها برساله نصّيه نصها ” صدر الحره لا يخلو من الغلة ”

فيبعث الأب رساله للابن ” بيت الاسد ما يخلى من العظام ”

سجل يابا ولا تهتم !!!

ترتفع حرارة الوطن عندما يرى المواطن أسوار المسؤول العالية المشبعة بالحديد المسلح على حساب المواطن المشلح.

ترتفع حرارة الوطن عندما يرى المواطن ابنه الخريج من سنوات يتخذ من المقهى بيتا له.

ترتفع حرارة الوطن عندما يرى المواطن ابن المسؤول يتباهى بالجواز الدبلوماسي على الفيسبوك ولم يمضِ على تخرجه سوى أشهر .

ترتفع درجة حرارة الوطن عندما ترى كرش المسؤول وكأنه حامل بالشهر التاسع من الامتيازات والحوافز على حساب الوطن والمواطن .

ترتفع درجة حرارة الوطن عندما نرى مسؤول دخل الوزارة مشلح وخرج منها مكلح ومكحل .

ترتفع درجة حرارة الوطن عندما يرى المواطن تقارير الفساد والمحسوبية والاعتداء على المال العام ولا تتحرك اجهزة الدولة لردع ومعاقبة المتورطين .

أيّـها المَلِـكُ

الارهابي ليس من تخفى بشقة مستأجرة ليخلط الشسمو بالشسمو … فهناك من يخلط الحليب بالماء وهناك من يخلط الحابل بالنابل ليشكل بيئة خصبة لمن يستأجرون الشقق .

أيّـها المَلِـكُ

ما يحتاجه الوطن والمواطن ان نقف بشكل جدّي وواقعي على أوجاع الوطن والمواطن .

احداث القلعة هي احداث يومية لكثير من المواطنين الغلابى … هناك من الأرهابيين من يسكنون القصور ويلبسون البدلات انهم لأشد خطراً من ارهابي القلعة.

في كل دائرة حكومية قلعة بترهلها وفسادها

في كل مسؤول الف قلعة وقلعة من الترهل والمحسوبية والفساد

لا نحتاج الى ارهابي مفخخ حتى نرى هذه التجاوزات فهي ظاهر للعيان والعميان .

أيّـها المَلِـكُ

الا نحتاج الى وقفه على كلام مدير شركة الفوسفات عندما قال ان هناك جهات تقف امام التحقيق مع الكردي ؟

اليست هذه الجهات اخطر من ارهابي قريفلا ؟

الا نحتاج الى وقفة لنسأل كل واحد من المسؤولين

من اين لك هذا ؟

لنقف على الارهاب الوظيفي

لنقف على الارهاب الذي همّش سلطات الدولة وأركانها السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية

أليس الذي زور الانتخابات وارادة الشعب ارهابي ؟

أليس الذي مد يده على المال العام ارهابي ؟

الارهاب ليس فقط ان تمسك خرطوش وتطلق رصاصة على صديقة او جارك او الماشي في الشارع

الارهاب من أوصل الخرطوش الى يد هذا الانسان

الارهاب من أوصل هذا الانسان الى هذه الدرجة من الوحشية واليأس والاحباط

الارهاب ان تُدخل ١٦٠ تريلا بدون جمرك وتباع بالسوق السودة لحساب فلان وعلان .

الارهاب ان يباع الإسمنت وأرضه بتراب المصاري

الارهاب ان يعتقل صبر العضايلة ومن يتفوه بكلمة حق . ماذا فعل صبر ليتم اعتقاله ؟

الارهاب ان يمنح ترخيص لأمنية ب ٤ مليون وتباع ب ٤٠٠ مليون لحسابات سويسرا وجزر العذارى .

أيّـها المَلِـكُ

مكافحة الارهاب ليست بالركض وراء الإرهابيين زنقة زنقة …دار دار … واد واد.

مكافحة الارهاب ان يحفظ المسؤول قرى الاْردن قرية قرية ويقف على متطلباتها واحتياجاتها حتى لا تكون عُرضه و بيئة خصبة للأفكار الخارجة عن القانون .

مكافحة الارهاب بالمحافظة على دين وعادات وتقاليد البلد وعدم التضييق على العقول الطيبة .

مكافحته بتجفيف منابعه بنشر العدل والمساواة ومحاربة الفقر والبطالة والمحسوبية والضرب بيد من حديد لكل فاسد وطامع

مكافحته بتسيد الامر لأهله بعيدا عن المحسوبية والشللية والواسطة !

أيّـها المَلِـكُ

في العالم الخارجي ارهاب واحد

لكن عندنا ١٠٠ نوع من الارهاب اخفها ارهاب القلعة وقريفلا !!!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى