برتقال يافا

#برتقال_يافا

ألهذه الدرجة هانت عليكم فلسطين ؟ هل نسيتم برتقال يافا ؟ إن كنتم نسيتموها أو تناسيتموها فنحن لم ولن ننساها .

عذراً أصدقائي حاولت أن أكتب إسقاطي على أحداث هذه القصة إلا أنني لم أجد قلم الكوبيا الذي ورثته عن والدي رحمه الله ثم قررت أن أكتب بقلم الرصاص فوجدته مكسوراً ومهشماً فانتقلت لقلم الحبر لأتفاجأ بأن مداده قد جف، فلم يبقِ أمامي إلا لوحة مفاتيح وما أن هممت بطباعة أول حرف إلا وأرتجفت يداي لأفقد السيطرة على أصابعي العشرة فأيقنت بأنني لن أتمكن من إكمال المقال . لذلك قررت بأن أترك لكم هذه المهمة .

برتقال يافا

ها هو أبو عطية يترجل عن دابته ويطرق بعصاته الصغيرة على بوابة دار المختار مثقال طرقات ذات ايقاع موسيقي وكأنها كلمة السر للمختار . يسمع المختار مثقال هذه الطرقات ويقول لزوجته زريفة : هالدقة مهي غريبة عني خوف الله انه ابو عطية . وتحرك مسرعاً وفتح البوابة لتكون المفاجأة السارة له فعلاً انه أبو عطية اليافاوي صديق العمر ، تعانقا بحرارة متبادلة وكأن كل واحد منهما قد وجد كنزاً وبعد السلام قال أبو عطية : ولا أمر عليك يا أبو طايل في بهالخُرج شوية بُرتكانات من بيارتي اشتهيتلك ياهن خلي حدا من هالولاد يحدرهن .

المختار : الله يسامحك يا أبو عطية ما بدنا منك غير انك تكون سالم وغانم على كل حال هديتك مقبولة ، ونادى مثقال على حفيده محسن وقال له : هو يا جدي إحدر البردقانات من الخُرج وإعرظ مي على الدابة واعلفها يا بعد جدك .

محسن : حاظر يا جدي

أبو عطية : وهاي عُلبة زعوط من إللي بحبه كلبك يا أبو طايل

المختار : أوووووه جخة والله انها أجت بوقتها … هساعيات بوصي لأختك أم طايل تجهزلنا المكمورة وبعد الأكل بنبقى نتنشق أنا وياك من هالزعوطات .

في المساء اجتمعت رجالات القرية عند المختار للترحيب بأبو عطية وتذوق برتقال يافا وتشعب الحديث من هنا وهناك إلى أن وجّه المختار السؤال الأهم لأبو عطية فقال له : طمني عنكوا وشلون إنتوا وهالغظيبيين ؟ فيرد أبو عطية وهو يهز برأسه وقال : والله يا جماعة الخير الوضع صعب وأنا شايفلكوا هالانكليز كل مالهم بشدوا مع اليهود وبذّيكوا علينا عيشتنا ومثل ما بتعرفوا السلاح عندهم زي الرز ومشان هيك أنا جيتكم مشان المعلوم (سلاح وذخيرة). فيقول رسمي أبو الضباع : أبشر باللي جيت بيه غد من الصبح بنجمعلك إللي بنقدر عليه وتشانك بتتأخر أتشمن يوم بكون ابو عبده الشامي أجا من الشام وجاب معاه المعلوم فيقول المختار : اتخافوش أبو عطية مطول بظيافتي وما بخلّيه يمد على أهله غير تا نأمنه باللي بده إياه .

يا الله كم هم أصحاب نخوة وشهامة ومثلهم كانوا كُثر ،ففي كل قرية كانت هذه القصة تتكرر مع إختلاف بعض التفاصيل ولكن الهدف واحد .

اخترتها لكم من كتابي شذرات من التراث

#رائد_عبدالرحمن_حجازي

#فلسطين

#شذرات_من_التراث

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى