لماذا وصفي التل ؟؟ / عمر عياصرة

لماذا وصفي التل ؟؟

في الصعوبات والتحديات يفتقد البدر وفي الازمة الاردنية الحالية بتفريعتها السياسية والاقتصادية والامنية نتذكر «وصفي التل».
نعم نتذكره بفوتيكه وولايته العامة.. نتذكر ايمانه بالارض والمزارع.. ويتذكره صغار العسكر وجمع من الناس اشتاقوا لرجل يتصرف بوطنية حقيقية.
مات وصفي التل مدينا بالآلاف من الدنانير، وحين كلفت لجنة رسمية لمتابعة ذلك، اكتشفوا أنه كان يشتري بماله الذي يستدينه «تراكتورات وسماد» يقدمها للفلاحين.
وصفي فلاح من بلدي، أحب الأرض والدحنون والزعتر، لم يسرق مالا عاما، لم يمرر سرقة، لم يسمح بالتعدي على إنسانية الأردنيين، لم يسكن قصرا ولا فيلا ولم يقتلع قمح عمان الغربية ليسكن متنعما فيها.
التحق بجيش الإنقاذ المقدس بقيادة فوزي قاوقجي وحارب في معركة 1948، كان واضحا صريحا رفض دخول حرب 1967؛ خشية على الضفة والقدس.
وعلى امتداد اليوم السابق ليوم الحرب كان وصفي ثائراً منفعلاً عصبي المزاج، ولقد كان آنذاك رئيساً للديوان الملكي، وكان يردد باستمرار: إن الخطر الداهم يزحف نحو أمتنا العربية، وأن الهزيمة قادمة، وأن الكارثة مقبلة على الأردن.
ولا سبيل لدفع كل ذلك عن الأردن إلا بعدم دخول الحرب، وكان يجيب عن الاستفسارات التي توجه إليه بقوله: «إذا دخلنا الحرب، فإن الهزيمة والكارثة قادمتان لا محالة».
كان يقول رأيه بحرية وبغض النظر عن موقعه المشغول، أما دوافعه فوطنية أردنية أصيلة لم تسعَ لمغنم ولا لمنصب ولا لجاه، لم يبع ولاءه، لكنه قال ما أملاه عليه ضميره الوطني.
في ذكرى رحيل عملاق كوصفي التل الذي كان جدليا في بعض المناحي لا سيما فيما يتعلق بفتنة أيلول إلا أننا نتذكر رغم أنوفنا ذاك التجفيف الذي مورس على شخصيتنا الوطنية.
نتذكر أننا تواقون لتقاليد الدولة وثقابة نظر الرجال، ارقد يا وصفي، وأظنك قلقاً على وطننا، لكن الله لن يتركنا فبعيد عسر «موت النخب» سيكون اليسر إن شاء الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى