سلفانا … / د.محمود الشوابكة

سلفانا ….
طبق فيه حبات، لُفَّتْ بقصدير؛ القصدير مختلفٌ ألوانه؛ أخضر ٌ، ذهبيٌ، فضيٌ. تأتي لتختار؛ فتحتار….تحسم الأمر؛ فتختار الحبة الخضراء؛ تُأكل؛ فتخزن ذاكرة المذاق مذاقها…..
مرة أخرى؛ تَمُدُّ لك يدٌ أخرى- في مناسبة أخرى- طبقاً آخراً…تأتي لتختار؛ فتحتار؛ حيرة أقل من حيرتك الأولى…فتختار حبة ذهبية. تأكل الحبة المُختارة؛ فينزل إليك من ذاكرة المذاق من يقول لك: إن مذاق هذه الحبة؛ كمذاق الحبة السابقة؛ رغم اختلاف لونيهما.
مرة ثالثة تَمُدُّ إليك يد؛ طبق؛ فتختار- وقد قل عندك منسوب الحيرة – حبة فضية؛ فيأتيك من الذاكرة؛ نبأ؛ يقول لك: لا فرق بين هاته الحبة وبين سابقتيها؛ فلا يغرنك اختلاف الألوان !!!…حينها تكون قد ختمت البينات؛ وقد “شربت من حفنتك”؛ حين أكلت من كل الألوان؛ أن الذي تحت القشرة الخضراء؛ لا يختلف عما هو تحت القشرة الذهبية أو الفضية…
مختصر الكلام: ما عدنا نثق بالألوان؛ فالفرق بين معظم من يتسلم المسؤولية، عندنا؛ هو تماماً كالفرق بين حبات السلفانا؛ إختلاف في اللون وتطابق في المضمون…..
د.محمود الشوابكة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى