الوجه الآخر

الوجه الآخر
د. ذوقان عبيدات

تمتلئ ثقافتنا بالتحذير من التسرع في الحكم، وتقليب الأمور لرؤيتها من جوانبها الست!، حيث لا يكفي الحكم من الجهات الأربعة: شرق غرب شمال جنوب، فهناك جهتان مهمتان: فوق وتحت!!
ولذلك يقولون : انظر عبر٣٦٠ درجة! من هنا
سأناقش القضايا الآتية:
(١)
المديح المجاني
يقال في التربية البنائية: لا تمدح أحداً ، ولا تنقد أحداً: كلاهما ضار!! من يستفيد من المدح هو المادح فقط وليس الممدوح! فمن يعمل، سواء كان حكومة أو مؤسسة أو فرداً، يقوم بواجبه مقابل أجرة!!عملاً بقول رابعة العدوية: إذا كنت أعبدك طمعاً في جنتك، فأبعدني عنها، ولذلك لا نعمل عادة من أجل الجزاء!
ولذلك ، فإن جماعة صباح الوطن الجميل،
والنشامى، والله حيهم
قد لا يهدفون سوى مكاسب يحصلون عليها
مما اعتاد الأردنيون على تسميته “التسحيج” وربما الدِحْيِّة!!!فالهدف جنة الحكومة وأجهزتها!!
والسؤال إذا كان المدح ليس مفيداً للمدوح، فما الذي يحتاجه؟
تجيب التربية الأخلاقية
أنّ كل عامل يحتاج إلى تغذية راجعة وصفية، كأن نقول للحكومة:
قام الوزراء بتنمية مستوى وعي المواطن، من خلال الشفافية ، مما زاد من فرص حمايتنا!!
هذا ما يحتاجه العاملون بدلاً من…..!!
(٢)
فارس حمودة!
فارسٌ هذا شاب، أعترف أن لي صلةً ما به،ولكن هذه الصِّلة لم تكن كافية للجلوس معه والتحدث إليه، ولكنه لفت انتباهي
في جلسات المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وتابعته صدفة في بعض المواقف الإعلامية، فرأيت شاباً جاداً، دقيقاً، مُقِلا في تعابيره،
تنبأت له مستقبلاً مجتمعياً واضحاً، وفعلاً صار بسرعة مذهلة رئيساً لغرفة صناعة!وسيحرزز المزيد!
فارسٌ هذا تعرض للقناصين المحترفين أمس، وأقحموه في قضية التصاريح!
وبدلاً من تركه يفكر في إدارة قضايا الألبان الحيوية، اضطروه إلى الدفاع عن نفسه!-تذكرت ما يحصل مع الشباب الجاد غير المنافق!!
سؤالي: إذا كانت الحكومة تعرف عدد التصاريح التي حصل عليها فارس، فلماذا لا تعلن ذلك؟
لا أعتقد شخصياً بتواطؤ الحكومة مع القناصين، لكن أحتار
لماذا لا تحمي الحكومة
شبابها الجاد من القنص؟؟؟
(٣)
المظهرية والمؤسسية
أظهرت أزمة كورونا شخصيات ناجحة، تابعها المواطن باعتزاز وإعجاب، كان معظم هؤلاء يقودون مؤسسات حكومية! سمعنا مديحاً لأشخاصهم نثراً وشعراً وغناءً! أقول يستحقون فعلاً، ومع ذلك أقدم ملاحظتين:
١-لماذا ظهر أشخاص ولم تظهر مؤسسات علماً بأن المؤسسات هي صانعة الحدث؟
لماذا لم نرَ ناطقاً إعلامياً أو مسؤولاً بارزاً في مؤسسة ينقل لنا خبراً؟ من همشهم!
بالمناسبة: لا تقولوا نذير عبيدات! فهو لا يخضع لوزارة أو وزير!!
الأزمة أبرزت أشخاصاً لا مؤسسات!
٢-وأقسم أن سؤالي بريء:كيف يوفر شخص يعمل وسط الأزمة ويحقق إنجازات هائلة
كيف يوفر وقتاً لكل هذا الظهور الإعلامي!؟؟؟
صدقوني: لا أنقد أحداً ولا أمدح أحداً!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى