صورني وانا بتبرع !!
شاهدت اليوم صورآ لشقيقة احدى الفنانات ، التي تحترف الدلع والسخافة والإبتذال على مواقع التواصل الإجتماعي ، المجنسة حديثآ وهي تقدم مساعدات في إحدى مناطق الجنوب الفقيرة . .
طبعآ و كعادة هذة الشخصيات الطافية على السطح المتصنعة للتواضع المزعوم ، كانت جولة توزيع المساعدات المغموسة بطعم الذل والإهانة ، عبارة عن جلسة تصوير لإبتسامتها وبياض إسنانها و جمال تسريحتها ومدى إنسانيتها وتواضعها بجانب وجوه الاطفال السمراء و القهر والحرمان يملئ عيونهم . .
للأسف وصلنا لمرحلة ، أصبح البحث عن الشهرة يتطلب الدعس على رقاب الفقراء والمهمشين وركوب ظهورهم لإظهار الجانب الإنساني في حياة “النجم” !
نفس الشخصية ، كانت في إحدى دور المسنين تذرف دموع التماسيح أمام عدسات المصورين . .
للأسف ، تحولت مناطق الفقر والأقل حظآ ، عبارة عن أستديوهات تصوير لمن أراد أن يبدو إنسانيآ ، ومتواضعآ . .
إن كنتم تريدون البحث عن الشهرة والأضواء ، فلا تستخدموا الموجعين ، واليتامى ، والأرامل ، والجوعى ، و التعساء ، جسرآ للعبور . .
آه كم هو مؤلم ، أن يمد الفقير يده وعدسه التصوير في وجهه !
وآه كم مخزي ، أن تمد يمينك بالدينار و شمالك توثق و تنشر و تستغل الوجع .
أرحموا ، مشاعر الأخرين ، و كرامتهم ، وأعتقوهم من إحسانكم الزائف . .
إي كانت نواياكم ، تسقط حينما تهان كرامة طفل ، وتراق دمعة أرملة .
جعفر السعيدين
