
البسوس الأردنية
عندما أقدم جساس بن مرة على قتل ملك العرب صهره وابن عمه كليب بن وائل… اعتقد الناس أن الناقة البسوس كانت السبب… وأن الأربعين عاما التي لم تبق ولم تذر كانت بسبب ناقة.. حتى ظن البعض عربا وعجما أن العرب ناقصو عقل ليتقاتلوا تلكم المدة بسبب ناقة..
الحق كل الحق أن جساسا لم يقتل سيده وصهره وابن عمه كليبا بسبب ناقة… بل إن سطوة كليب، ونظرته الدونية لبني قومه، قد ولدت لا محالة لدى جساس انتقاما… فانتظر لحظة مواتية.. وكان قتل كليب للناقة دافعا مناسبا لدى جساس للانتقام…
إذن… فالناقة كانت شرارة وليست سببا…
في الأردن… طالعتنا بعض المواقع الإلكترونية وصفراء الصحف وبيضاؤها أخبارا تثير التهكم والسخرية وربما تدعو للتقيؤ عند البعض.. هذه الأخبار تشير إلى أن زوجين أردنيين قد طلقا زوجتيهما بشكل آني ولحظي… فواحد طلقها لأنه رآها تبكي فنانا قد تزوج.. وأخر طلقها لأنها بعثت له رسالة على( الوتساب) تحمل عبارة( دق خشوم) فرحا منها بفوز فريقها المفضل الفيصلي على فريقه المفضل الوحدات…
عجب عجاب… إن بكاء الأولى على الفنان الذي تزوج.. ورسالة الثانية لزوجها…هما شرارتين كالبسوس وليست سببين في الطلاق…
فهل من المعقول أن يكون الطلاق كلمة تخرج من الفم بسبب موقف؟ فالطلاق اضافة للنكاح والعتاق من الثلاثة اللواتي جدهن جد وهزلهن هزل… فكيف لموقف بسيط أن يدمر أسرة إلا اذا كان رب الأسرة يضمر في نفسه نية مسبقة للطلاق كجساس الذي أضمر في قلبه نية قتله كليبا…
أيها الأردنيون الغيارى… أرجوكم لا تدعوا للشيطان ثغرة في زوايا بيوتكم… ولا تعظموا صغائر الأمور… فزواج الفنان وفوز فريق على آخر ماهي إلا سفائف عظمتموها…
اللهم ثبت علينا ديننا واجعل العقل ميزاننا…