صباحُ الخير يا أبيْ …
صباحكَ نيسانْ وصباحي نسيانْ ..!
صباحكَ ميلادُ قلبٍ مطوّقاً بالورد محمّلاً بالحنانْ… وصباحي شوقٌ وحرفٌ وحبرٌ يغزلُ لك دمعاً فيغرق نيسانْ….!!
صباحنا أنتْ يا أبيْ… وقهوةٌ وقمحٌ وتوتْ ورمانْ …وضحكةٌ ترنُ في زوايا البيتْ فيفوحُ الياسمين والريحانْ …
صباحنا بيتٌ يعجُ بضحكات احبابك واصواتُ اقدامٍٍ تتسابقُ إلى غرفتك
ودفء الأحضان… إلى قبلةٍ منك ولك … ودفء اليد ..وعينان تخفي دمعتانْْ…
صباحُنا هاتفٌ يرنُ على صوتك يخبئ سهره وأنفاسه المتعبة خلف ابتسامةٍ تسأل عن الأحبابْ…هل ناموا؟ هل لعبوا هل تعبوا ؟؟ويرتجفُ منكَ الصوت وتلهث أنفاسك وما تعبتَ من السؤالِ والإطمئنانْ.!!
فليهدأ قلبك يا غالي !! احبابك زرعوا وجهك بين العينانْ … وطرزوا لك الدعاءَ رجاءً بأن يحفظكْ الرحمنُ في أعالي الجنانْ..
صباحُنا إخوةٌ.. ارتدوا عباءتك.. ورددوا كلماتك..إخوانٌ إخوانْ….. صار لنا من بعدك من الأب ثلاثةً ..لا ندري أيهمُ الأب وأيهم الأخ….. بل فيضٌ من إحسان…
صباحُنا طُهر أمي وقهوتها وماء وضوئها….ووجهها الذي ذبُل ونسي كيف بحضورك كانْ ….لم يعد من مؤنسٍ لنهارها سوى سبحةٍ ودعاءٍ لكْ.. وصلاةٍ وقرآنْ…
صباحُنا خطوطُ يدكَ المنهكة تخطُ حروفها الأنيقة .. فتكتبنا قصة يتغنى بها الزمان…! نحنُ بناتك الستة يا أبي .. نحنُ الجديلتان… !! رفعنا بك ولك الجبين زهواً ووقفنا على باب الثاني عشر من نيسان… علقنا لك النجومَ والزهرَ وسنابل القمح … واشعلنا العيونَ شموعاً تنادي رائحتك وتترجى ذاك الحنان… !
صباحنا دعوات لتهنأ روحكْ التي فاضت إلى أعالي السماء… لترقد بكل خيرٍ وسلامْ.. فهي في ضيافةِ ربٍ كريمٍ غفورٍ رحيمٍ ورحمنْ….
صباحنا أنتْ يا أبي وكل ما فيكَ من إنسان..!!
(في ذكرى ميلادك،،، نذكرك فخراً لا حزناً ونبكيك شوقاً لا اعتراضاً…… غرست فينا ما غرست…فطابَ غرسُكَ والحصادْ..)
ابنتك.. ام قصي
