“عيون القلب سهرانة” / م. محمد سعيد سليم

“عيون القلب سهرانة”
ين نعشق ، نرى المحبوب بقلوبنا ، وتحديداً بعيون القلب “السهرانة اللي بتنامشِ” ، نسهر لنكتب الشعر والغزل ،
ونسهر لنلتقي مع المحبوب بمكالمة هاتفية أو رسائل “واتساب” ، وبعد الموعد نسهر لنحكي ما ميّز “طلعتنا” مثلاً:
“زاكية القهوة اللي شربناها..؟” أو “لبستك كثير حلوة”..

لكن ليتنا نرى المحبوب من عين “الجيبة المخزوقة” لترددنا بأن نسهر من أساسه..!!

لا أختلف معكم على “كم نحبّه” ، هذه مسألة لا خلاف عليها ، بس حصار الغلاء وتضائل الراتب ، وعدم قدرة ما أحصل عليه
على سداد احتيياجاتي من دخّان وبانزين سيارتي ، ناهيك عن إحتياجات أخي الأصغر الذي “يلطش” الدنانير من محفظتي ، من هنا
بدأت الكوابيس تطاردني ، فأقوم في الليل مذعوراً ، أتخيل أني تزوجت محبوبتي ، وطلباتها تفتك بي من كل أرجاء المنزل ،
وأولادي الصغار يغفون مثل الخراف ، عين تحرسهم وعين تبحث عن لقمة الغداء لهم .. “وأنا أبيش معي”.

أنا رقماً في “دفتر الدين” ، أهرب من عيون أصحاب المحال التجارية والبقالات ، لا أوزع الإبتسامات ، ولا أطلق
النكت على حسابي في فيسبوك ، بل إنني وأخي في البيت نخاف الضحك ونردد ما قاله الأجداد “الله يسترنا من هالضحك” .

مقالات ذات صلة

بالأمس كنت أقف في صف الكاشير في أحد المولات أحمل “باكيت شيبس و وقية بزر” ، وإذا برجل يأتي بنص خاروف ،
وكان يبدو بأنه سوف يُخرج عائلته لرحلة “هش ونش” في البحر الميت ، لا أخفيكم بأني حسدته ، ورددت في داخلي
“إلنا الجنة وإلهم الدنيا” ..

عُدت إلى البيت وفي الليل حلِمت بأنّ “حبيبتي وأولادها” يأمروني بتحضير معدّات الرحلة التي سنقوم بها مع “نسايبي”..
وقلت لهم “ما بدنا نروح لإنه ما نزل الراتب” ، وبدأت بالشجار مع زوجتي .. الذي بدأ بطردي من المنزل … وصحيت قبل
نهايته …

أنا هاذي الليلة ما نمت ، وخايف أنام وأحلم بحبيبتي تطلب مني جرّة غاز، وتكون نهايتي الزوجية قبل ما أتجوز

“روح يا نوم على عين حبيبي خليه نايم وما يظل يتطلب”

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى