
سواليف
حذر مدير مركز الأسرى للدراسات الدكتور رأفت حمدونة، من التدهور الصحي الحاد للأسرى المستمرين في إضرابهم المفتوح عن الطعام، في ظل الحملة التي تشنها إدارة مصلحة السجون، بالتعاون مع جهاز الأمن العام «الشاباك» والحكومة الإسرائيلية. في الوقت ذاته كشف مركز آخر مختص بالدفاع عن الأسرى، عن تدهور الوضع الصحي للعديد من الأسرى المضربين، من خلال تعرضهم للإغماء وتقيؤ الدماء.
وأكد حمدونة أن هناك منظومة إسرائيلية متكاملة سياسية وأمنية وإعلامية «تمارس الضغوط والتشويه والتهديد في فترة حرجة من إضراب الأسرى».
ودعا لتصاعد «الفعل الضاغط» على الاحتلال فلسطينياً وعربياً ودولياً، والموازي لـ «عذابات الأسرى لإنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان».
وأشار إلى أن أوضاع الأسرى المضربين في خطر في أعقاب حالة التدهور الصحي الكبير بسبب الممارسات الإسرائيلية بحقهم، حيث عمليات النقل المستمرة والمرهقة، والعزل في زنازين مظلمة، وعدم الرعاية والعناية الطبية لأوضاعهم.
وأكد أن إدارة السجون عليها أن تتعاطى مع مطالب الأسرى الأساسية والإنسانية، مؤكداً أنهم لجأوا للإضراب المفتوح عن الطعام «بعد استنفاد كل الخطوات النضالية التكتيكية الأخرى، وعدم الاستجابة لمطالبهم عبر الحوار المفتوح بين السلطات الاحتلالية، واللجنة النضالية التي تمثل المعتقلين».
من جهته قال المركز أسرى فلسطين للدراسات، وهو مركز آخر يهتم بوضع الأسرى، إنه بعد 26 يوماً من الإضراب المفتوح عن الطعام، دخلت أوضاع الأسرى في مرحلة «غاية في الخطورة».
وأضاف الناطق باسم المركز رياض الأشقر، أن كل دقيقة تمر على الأسرى المضربين «تشكل خطرا حقيقيا على حياتهم وترفع احتمالية أن يرتقي شهداء»، في ظل استمرار سلطات الاحتلال رفض التعاطي من مطالبهم العادلة.
وأكد أن المئات من الأسرى المضربين باتوا يعانون من صعوبة في الحركة والتنقل، وآلام في المعدة والرأس، وجفاف في الحلق، ويتقيأون الدم، فيما دخل العديد منهم في حالات غيبوبة لأكثر من مرة في اليوم الواحد، في حين نقصت أوزانهم فيما لا يقل عن 10 كيلو غرام لكل أسير.
وأشار الأشقر إلى أن أكثر أوضاع الأسرى المضربين خطورة الأسرى الذين يقبعون في سجني «النقب» و»نتسان» بالرملة.وبين أن إدارة سجن «النقب» رفضت نقل العشرات من الأسرى الذين تراجعت صحتهم إلى مستشفيات خارجية، وقامت بنقلهم إلى أحد المستشفيات الميدانية التي أقامتها هناك، مبينا أنه يتم مساومتهم على وقف الإضراب مقابل تقديم العلاج لهم.
وتابع أن إدارة السجون تتعمد وضع كميات كبيرة من الطعام في غرف وخيام المستشفى للتأثير على معنويات الأسرى.
وأوضح أنه مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة «حرمت الإدارة الأسرى من الماء البارد وأجبرتهم على شرب الماء الساخن من الصنابير»، لافتا أيضا إلى أن أعدادا كبيرة من عناصر الوحدات الخاصة ترافقها الكلاب البوليسية اقتحمت غرف الأسرى وعاثت فيها فسادا.
وأشار إلى أن ذلك جاء في ظل التنقلات المستمرة بين الأقسام والغرف، لإنهاك الأسرى والتأثير على معنوياتهم، واقتحام الغرف وتفتيشها، وفرض الغرامات المالية عبر المحاكمات الداخلية، وكذلك الاعتداء على الأسرى بالضرب حين يرفضون الوقوف للعدد رغم أنهم لا يستطيعون الوقوف بالفعل. وقال إن الأسرى المضربين في عزل سجن «نيتسان الرملة»، وعددهم 70 أسيراً، يتعرضون إلى انتهاكات متواصلة وإجراءات انتقامية قاسية تعرض حياتهم للخطر الشديد، مبينا أن مصلحة السجون قامت بتجريدهم منذ اليوم الأول من كل مقتنياتهم، والإبقاء فقط على لباس مصلحة السجون، وحجزتهم في قسم مهجور وزنازين قذرة لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، وتنعدم فيها النظافة.
وأشار إلى أن مصلحة السجون منعت الأسرى بشكل كامل من الخروج للفورة، وغطّت شبابيك الغرف بألواح من الصاج بحيث تحجب وصول ضوء الشمس.
وأكد الأشقر أن الأسرى في «نيتسان» يعانون من إعياء شديد، وفقدان الوعي المؤقت، وآلام شديدة في كل أنحاء الجسد، وانخفاض في ضغط الدم، واضطراب في عمل القلب وعدم القدرة على الحركة، ورغم تدهور أوضاعهم الصحية بشكل واضح، وأنه رغم حاجتهم الماسة للنقل إلى المستشفيات إلا أن مصلحة السجن ترفض وتساومهم على وقف الإضراب.
وأوضح أن الأسرى يتعرضون لعمليات تفتيش واقتحام لغرفهم بشكل يومي، ومصادرة كل شيء يتواجد في الغرف بما في ذلك الملح، وأن الإدارة تلجأ إلى نقلهم من قسم إلى آخر، بهدف الإنهاك والتأثير على معنوياتهم.
ومع استمرار الإضراب طالبت هيئة القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، الكل الفلسطيني بمختلف ألوان الطيف الوطني والإسلامي والمؤسسات والأسرى المحررين، بتعزيز المشاركة في فعاليات خيمة الدعم والإسناد التي أقامتها لجنة الأسرى والمؤسسات على أنقاض سجن غزة المركزي بساحة السرايا في مدينة غزة، لـ «تشكيل صوت فلسطيني ضاغط على المجتمع الدولي والإنساني لإلزام الاحتلال الإسرائيلي باحترام حقوق الإنسان».ونظم يوم أمس في خيمة الاعتصام، مهرجانا فنيا لدعم الأسرى المضربين، كما شاركت وفود رياضية قدمت من جنوب القطاع في فعاليات الإسناد.
كذلك نظمت حركة الجهاد الإسلامية، وقفة تضامنية في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، اسناداً للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال.
وشارك في الوقفة التضامنية، عدد كبير من مسؤولي الحركة وعناصرها، وقيادات من فصائل فلسطينية أخرى. ورفعت خلال الوقفة رايات الحركة ولافتات تندد بالاحتلال والصمت الدولي، في ظل الخطر الذي يتهدد حياة الأسرى.
القدس العربي