كرة القدم الأردنية تستغيث: أريدُ حلاً!

سواليف – تعيش كرة القدم الأردنية قصة مؤلمة تكاد لا تنتهي، فالأحداث المتسرعة فاقمت الأمور وصعّبت الحلول، وأدت إلى مزيد من التعقيد، وذلك على خلفية الشغب الذي رافق نهاية مباراة الوحدات والرمثا في بطولة درع الاتحاد الأردني لكرة القدم، وما تبعها من قرارات صدرت عن اللجنة التأديبية.

ووصلت كرة القدم الأردنية إلى ما يسمى “بذروة التأزم”، وهو بالمناسبة مصطلح يُعرف أدبياً لدى كتّاب القصص، بأنها المرحلة الأكثر تعقيداً في تطور الأحداث، والنقطة الحاسمة والمشحونة التي لا بد أن يليها بداية التمهيد لإيجاد الحلول، وهذا ما يأمله المتابعون وينتظرونه.
وتسلسلت الأحداث بطريقة تراجيدية، حيث ما أن أطلق حكم المباراة صافرة النهاية لمباراة الوحدات والرمثا بنتيجة التعادل “2-2″، حتى اندلعت أحداث الشغب في استاد الأمير محمد بالزرقاء.
وبدأت بعد ذلك التأويلات والاجتهادات بخصوص ما حدث، ومن لم يحضر المباراة، احتار أي الروايات يصدق، فكل ينأى بنفسه عن السبب.
وفي الوقت الذي كانت فيه الأطراف المعنية تترقب قرارات اللجنة التأديبية، فإن الاتحاد الأردني استبق الأمور، وأعلن بصورة مفاجئة وغير مسبوقة عن نيته في عقد جلسة خاصة بحضور ممثلي الناديين ووسائل الإعلام لمناقشة أحداث المباراة وبمنتهى الشفافية.
تلك الجلسة زادت “الطين بلة”، وتبين أنه كان من الأفضل تجنب عقدها، والانتظار بما ستسفر عنه قرارات اللجنة التأديبية التي أهم ما يميز عملها الاستقلالية، بدليل أن نادي الوحدات انتقد عقدها.
قام نادي الوحدات بالكشف عن رده القانوني الذي جاء في مقدمة بنوده بأن عقد الجلسة التي دعا إليها الاتحاد الأردني، لهو دليل يقين على توجه مسبق لإدانة نادي الوحدات وجماهيره وتجييش الإعلام ضده، وهنا كان الاتحاد يضع نفسه في مأزق كبير من حيث يدري أو لا يدري، فقد أصبح طرفاً في القضية.
وبعد ذلك، أصدرت اللجنة التأديبية قرارًا يقضي بمنح نادي الوحدات مهلة، للرد بأي إثباتات ووثائق جديدة، فقام الوحدات بإعداد ملف كامل بهذا الخصوص.
وبعد ساعات من تقديم الوحدات للملف، كانت اللجنة التأديبية تصدر قراراتها والمتمثلة بفرض عقوبات مالية على الوحدات وبدرجة أقل على الرمثا، وهي القرارات التي لم تستوعبها إدارة وجماهير نادي الوحدات، فتم وصفها بالقرارات المجحفة وفقاً لما صرح به الناطق الإعلامي عوض الأسمر  .
تمهل الوحدات في الرد على ما صدر بحقه من قرارات أعلنتها اللجنة التأديبية ، حيث تداعى أعضاء مجلس الإدارة في اليوم التالي لعقد إجتماع  تخلله المطالبة بتأجيل مباراته المرتقبة مع الفيصلي والمقررة بعد غد الخميس ببطولة الدرع، لحين الحصول على ضمانات بحماية جمهور الوحدات الذي يعتبر رأس مال النادي، وضرورة معاملته بطريقة حضارية أسوة بجماهير الأندية الأخرى، وخلاف ذلك ستتمسك إدارة النادي بتعليق المشاركة.
هنا وصلت الكرة الأردنية لذروة التأزم، الوحدات يطلب تأجيل المباراة لتنفيذ شرطه بالحصول على ضمانات تتعلق بجماهيره، والفيصلي قد يرفض تأجيل المباراة أصلاً وهذا حق مشروع له، وجماهير الوحدات تتمسك بقرار مقاطعة المدرجات، والرمثا ربما شعر بنوع من الظلم جراء العقوبات المالية التي فرضت عليه، وقرارات اللجنة التأديبية ظهرت متناقضة في بعض بنودها، والأجواء تزداد توتراً.
تلك الأحداث المتسارعة التي حوّطت الإتحاد الأردني من كل جانب وأدخلته “ذورة التأزم”، جعلته لا يملك الحلول التي يرضي  فيها الأطراف كافة، ومن هنا دخلت كرة القدم الأردنية في نفق مظلم، لتستغيث: أريدُ حلاً!!.
كوررة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى