ورشة البحرين وقمة العشرين / زايد الكركي

ورشة البحرين وقمة العشرين وماذا يُحاك للمنطقة

تعيش منطقة الشرق الاوسط اليوم حاله لم نشهدها سابقاً من الغموض والحيره في وقت مفصلي في تاريخ الكثير من شعوبها, فصفقة القرن التي طال انتظارها ما زالت اسيره ادراج مكاتب البيت الابيض الذي يسرب بين حين واخر بعض الحقائق حولها بتحفظ شديد , والملاحظ في هذه الفتره هو التردد الكبير في الطرح الامريكي لهذه الصفقة والمستوى المتواضع لورشة البحرين التي روجت لها الادارة الامريكية سابقاً على انها ركلة البداية في المشروع الامريكي للسلام, لتطل علينا باهته في طرحها واجندتها وتمثيل الدول الداعمه لها كالسعودية والامارات ومصر مع الغياب الملفت للكويت والحضور الخجول جداً للاردن رغم المعارضة الشعبية والنقابية الواسعة لهذا الحضور حيث يعد الاردن ابرز المتأثرين من هذه الصفقة بعد فلسطين التي آثر قادتها عدم المقامره بشعبيتهم في الداخل الفلسطيني .

ورشة البحرين لم تشهد اي تطور بالصفقة لا سياسياً ولا اقتصادياً كما روجت لها الولايات المتحدة واقتصرت على وعود ومخططات بجعل فلسطين دولة متقدمة ومتطورة تعليمياً وتجارياً مع نهضة على مستوى البنية التحتية , حيث قدَم كوشنر الكثير من الاغراءات كالعدد الكبير من الوظائف التي تنتظر الفلسطينيين والملايين الموجودة على الورق فقط في ظل عدم وجود تمويل لهذه الصفقة وبحث الولايات المتحدة عن متبرع ثري لتمويل هذه الصفقة مقابل الحماية المطلقة لهذه الدول والتجاوز عن تصرفات قادتها.

الملفت للنظر هو غياب صفقة القرن عن قمة العشرين المنعقدة في اليابان حيث اكتفى الرئيس الامريكي دونالد ترامب بذكرها بسياق حديثه عن المنطقه مؤكداً وجود فرصة ” جيدة ” لاتمامها في دلالة واضحة لتراجع امريكي بالموقف تجاه بنود الصفقة حيث كان واضحاً من حديثه ومن مجريات ورشة البحرين ان الامور لم تسر كما كان مخططاً لها.

مقالات ذات صلة

وبالحديث عن قمة العشرين في اليابان والتي كان فارسها بلا منازع ولي العهد السعودي الذي عاش في دورتها السابقة في بيونس ايريس مقاطعة قاسية جداً من الرؤساء حيث تزامنت تلك القمة مع قضية الصحفي خاشقجي حين تورط ولي العهد بقتل وتقطيع الصحفي السعودي في الاراضي التركية فكانت الدورة الحالية بمثابة مصالحة للامير الشاب ومسح للملفات القديمة مقابل مشاريع اقتصادية وتنموية جديدة بين السعودية فاحشة الثراء والدول الاوروبية المتعطشة للانفتاح الاقتصادي وحل ازماتها المالية.

الاستثناء الوحيد من هذه المصالحة كان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والذي بات حريصاً على خلق التوتر مع الولايات المتحدة الامريكية فما ان خرجت تركيا من ازمة القس الامريكي المحتجز والتوتر الاقتصادي الذي رافق القصة الا ودخلت في صراع جديد مع الولايات المتحدة بما يخص صفقة الاسلحة الروسية وتهديد الولايات المتحدة بوقف تجارة الاسلحة مع تركيا , الرئيس التركي بقي وحيداً في قمة العشرين يُذكَر بقصة الصحفي خاشقجي وببشاعة التنفيذ وبالدور الرئيسي للامير محمد بن سلمان في عملية الاغتيال لكن دون أذن صاغية من الرؤساء الذين ما برحت الولايات المتحدة تستخدم معهم سياسة العصا والجزرة اقتصادياً للرضوخ لمطالبها ولاجبارهم على تبني وجهة النظر الامريكية في كل قضايا المنطقة .

على جانب اخر وبصورة مفاجأة الرئيس ترامب يتحول الى شخص ودود ومسالم وباحث عن السلام للشعوب من خلال تصريحاته عن ايران الدولة التي تشكل قلقاً كبيراً لدول الخليج الممول الرئيسي لمشاريع الرئيس الامريكي ,فنراه يبحث عن الحلول السلمية معها ويصرح كثيراً عن وجود فرصة لتكون ايران دولة صديقة حتى بقيادتها الحالية وانه لا يهدف لاجتثاث النظام هناك, ثم يدخل في لقطة تاريخية الى الاراضي الكورية الشمالية ويقابل رئيسها بشكل ودي ويتحدث مجدداً عن فرصة كبيرة للسلام فهل كانت هذه التصرفات الغير معتاده من الرئيس الامريكي المتهور سلوكياً بداية لتوجهات جديدة وتحالفات جديدة ام مجرد محاولة كسب للوقت وتغطية لقضية اكبر تنتظر المنطقة ,الاجابة في قادم الايام .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى