باحث جزائري يحاضر حول «الإسلام ونظريات العلم الحديث»

بدعوة من المعهد الملكي للدراسات الدينية، الذي يرأس مجلس أمنائه سمو الأمير الحسن بن طلال، وبالتعاون مع أكاديمية العالم الإسلامي للعلوم وشبكة زدني للتعليم، قدم المفكر والباحث الجزائري الدكتور نضال قسّوم محاضرة بعنوان «الإسلام ونظريات العلم الحديث: توافق أم تعارض؟»، وذلك يوم الأحد الماضي، في مدرج الهاشميّين بالجمعية العلمية الملكية، وأدارت اللقاء الدكتورة ماجدة عمر، مديرة المعهد. وتطرق الدكتور قسّوم في محاضرته (وهو أستاذ الفيزياء والفلك في كلية العلوم بالجامعة الأمريكية في الشارقة) إلى العلم في الثقافة الإسلامية، وعلماء ومفكري الحضارة الإسلامية وفلسفتهم للعلم وعلاقته بالدين، وتحدي العلم الحديث للدين (وللإسلام) وردود الفعل الإسلامية، ونظرية الانفجار العظيم ونظرية التطور. وقال إن العلم والبحث ومعرفة الكون والطبيعة ومعرفة الإنسان لنفسه تتم من خلال المنهجية العلمية وليس من خلال البحث في النصوص الدينية. وأشار الدكتور قسوم إلى العلم في الحضارة الإسلامية قديماً من ناحية الإنجازات وارتباط كثير من العبادات الإسلامية بعلوم دقيقة مثل مواقيت الصلاة وتحديد شهر رمضان واتجاه القبلة وحساب المواريث. وعرض للمدارس الفكرية الإسلامية المختلفة ونظرتها للعلم وعلاقتها بإشكاليات العلم الحديث. مقترحاً العمل على التوصل إلى توفيق وتناغم «رشدي» (نسبة إلى ابن رشد) بين الإسلام والعلم الحديث عن طريق اعتماد المنهجية العلمية الحديثة بشكل صارم وقبول نتائجها المؤكدة، ويكون هذا بمثابة القاسم المشترك بين كل البشر، إلى جانب تفسير إيماني للكون والظواهر، يأخذ به المؤمنون ولا يضر بالعلم فلا يرفضه غير المؤمنين، إضافة إلى الأخذ بالتوجيهات القرآنية فيما يخص البحث (بشكل عام)، واعتماد التأويل مسلكا كلما بدا ثمة تناقض (ظاهري) بين الحقائق العلمية والمعنى البسيط للنص، وذلك بوضع التركيبة المتعددة المستويات للقرآن ومعانيه في عين الاعتبار. وقد أمضى الدكتور قسّوم عامين باحثاً في مركز غوادارد التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (NASA)، كما عمل أستاذاً جامعيا في الجزائر ثم الكويت ثم مساعدا للعميد وأستاذا للفيزياء والفلك في كلية  العلوم في الجامعة الأمريكية في الشارقة. وهو عضو مؤسس في المشروع الإسلامي لرصد الأهلّة ICOP، وعضو في الاتحاد العالمي الفلكي، والجمعية العالمية للعلم والدين. وتتضمن اهتماماته البحثية: فيزياء أشعة جاما وعلم الفلك الإسلامي وتطبيقاته الشرعية. وله بحوث منشورة عالميا في مسائل التقويم الإسلامي، إشكالية الأهلة، مواقيت الصلاة في مناطق خطوط العرض العليا، إلى جانب عدد من الكتب. ويأتي عقد هذه المحاضرة ضمن فعاليات ورشات «الإسلام والعلم» التي نظمت بالتعاون ما بين أكاديمية العالم الإسلامي للعلوم و المعهد الملكي للدراسات الدينية ومؤسسة فاي للعلوم. ومن أهمّ أنشطة مشروع «الإسلام والعلم» تنظيم سلسلة من الورشات التعليمية/ التدريبية مدة كلّ منها ثلاثة أيام في عدة دول: الجزائر، والأردن، وماليزيا، والمغرب، والإمارات العربية المتحدة، وتونس، بالإضافة إلى فرنسا والمملكة المتحدة. ويشارك في كلّ منها 20-25 مشاركاً ( من الطلبة الجامعيين والباحثين الشباب). ويقدم تلك الورشات نخبة من العلماء والخبراء من العالم الإسلامي وخارجه، ولمعظمهم كتب في مجالات علمية وفكرية تطرح ثنائية العلم – الدين. وتهدف هذه الورشات إلى تعريف المشاركين بمجالات «العلم والإسلام»، و»العلم والدين»، مع طروحاتها المتعلقة بعلم الكونيات ونظرية التطور والبيئة وعلم الفلك العملي وتطبيقاته في المجال الشرعي. كما تهدف الورشات إلى التعريف بأهم دعاة تلك المجالات والناشطين فيها وإنتاجهم العلميّ (كتب أساسية، ومجلات، ومواقع إلكترونية، إلخ)، بالإضافة إلى تمكين المشاركين من متابعة الحوارات حول تلك المجالات

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى