.كوارع في الشوارع

[review]
 

 

الثلاثا 1-11-2011

في الأيام الأخيرة تحوّلت الشوارع والجسور والتقاطعات والأنفاق والإشارات الضوئية في عمان والمدن الكبرى إلى «سوق حلال» إعلاني بمعنى الكلمة، لكثرة الآرمات التابعة للجمعيات الخيرية والتكايا التي تقدّم الأضاحي بأسعار رخيصة ..فحيثما يممت وجهك وجدت مجسماً لخروف «يجحرك» او يشير اليك بقرنيه، او يستودعك السلامة «بليّته».

مقالات ذات صلة

نحن لا ننكر على هذه الجهات عمل الخير على الإطلاق، أبدا بل نقول لهم جزاكم الله عنّا وعن جميع المسلمين الف خير..ففي الوقت الذي يتراوح فيه سعر الخروف البلدي بين الــ250 الى 300 دينار، ها انتم تتعهدون بتقديم أضاحي بأسعار تتراوح بين الــ 89 و99 و111 ديناراً..وهذا شيء جميل ورائع..

لكن هناك سؤالا يفرض نفسه: بعيداً عن الحملات الإعلانية المبالغ بها،وبعيداً عن أهمية توزيع ثمن ما يرمى من»لوحات الفليكس» على فقراء الوطن المنهكين، فقط اريد ان أسأل هذه الجهات الخيرية التي (تتنافس) على عمل الخير، اذا كان بإمكانكم تأمين الأضحية بــهذا المبلغ المعقول وبرعاية بعض الشركات المستوردة لفترة محدودة (العيد الأكبر)..اذن لماذا لا تقومون بتأمين نفس الذبيحة وبهذا السعر المعتدل للمواطن الأردني «الملتعن تميسه» بقية ايام السنة اذا كنتم تستطيعون؟؟..

من يستطيع ان يقدم اضحية مقطعة مغلفة و موزّعة بمبلغ يقل عن مئة دينار، يستطيع ان يكسر الاحتكار و يؤمن لهذا الشعب الطفران اللحوم الطازجة بنفس السعر تقريباً في السوق.. لماذا نصر في كل تصرف من تصرفاتنا أن نحول هذا الشعب الى شعب متلقي»للصدقات» بينما بإمكاننا ان نجعله يعيش بكرامة وعفّة كغيرة من بقية الشعوب؟؟..

الاضحية تبقى سنة..

لكن الرحمة بالناس واجب..واجب.

ahmedalzoubi@hotmail.com

احمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى