نسل الفراعنة مسلسل لا ينتهي / ابراهيم القعير

نسل الفراعنة مسلسل لا ينتهي.
درسنا في تاريخ الهند عن ملك يدعى “رام” كان يحكم الناس وله حاشية من حوله مميزة عن بقية الشعب . وبقية الناس الذين يحكمهم يقومون بجميع الأعمال في ولايته مقابل فقط أكل قوتهم اليومي. لا احد يملك فيهم قوت يومين. ويقوم بالتجوال بين مساكنهم ليلا ونهارا يتفقدهم. ويأمر بمعالجة المريض, وكسوة العاري. لأنه يملك جميع الثروة . حتى أصبح الملك عند العديد منهم ألاه يعبد. ويخرون سجدا عند قدميه . ولا زال يذكر اسمه إلى اليوم في الهند . كنا ونحن نناقش في الجامعة أسباب تحكمه في شعبه وسياسته الاقتصادية . ونقول العديد من المبررات لأنه كان زمن جهل وفقر ومساكين وضعفاء. ووسائل بدائية وظروف صعبة. وان الهند اليوم أصبحت دولة ديمقراطية عظيمة وقوية وحصل المواطن فيها على حقوقه الإنسانية والوطنية .
لا زال المثل يذكر منذ ألاف السنين من فرعنك يا فرعون..؟؟ قال لم أجد احد يردعني. فمسلسل الظلم والفساد والاستبداد والقهر والاستعباد لازال تابعوا… ونتابع إحداثه على ألرغم من زوال العديد من الأسباب التي تفرض العبودية على البشر. فنحن نعيش في عصور متقدمة متطورة ومتحضرة. ووسائل الثقافة والعلم متوفرة وأصبح التواصل الاجتماعي خارج جميع الحدود والعوائق. وكما قال كلنتون “العالم أصبح قرية”,ولدى الإنسان العديد من الأبواب لإسماع صوته …والمطالبة بحقوقه.
رغم تقدم الإنسانية والحضارات ووجود العديد من المنظمات الإنسانية التي تدافع عن حقوق الإنسان , وتقدم العلم وانتشار الثقافة وتطور وسائل الإعلام . إلا أننا نرى العديد من المستبدين الظلمة والمتغطرسين والفاسدين. ولا زالت العديد من الدول تعاني من نير الاستعمار . والاضطهاد الأمني والسجون والتعذيب والموت .ويعد الملك “رام” ارحم منهم ألف مرة.
لم يقم الملك رام بذبح وتعذيب شعبه. ولم يكن لديه عشرات المسميات الأمنية والعسكرية . وعشرات السجون .كان إنسان رحيم لطيف مع شعبه. لم يعاملهم بتمييز عنصري, أو فئوي, أو طائفي. أو جهوي. لم يقم الملك رام بالتحالف مع الغريب أو الأجنبي أو العدو لدمار بلاده, والتنكيل وقتل شعبه.لم يحتقرهم ويقول عنهم العبارات والكلام السيء كما قال غيره عن شعبه ” جرذان . خفافيش. …”, لم يشتري الأسلحة الفتاكة لقتلهم . لم يستأجر أو يشتر جنودا مرتزقة لتعذيبهم وقتلهم لم يكن فاجرا كذابا مضللا. ولا دمية في أيدي الدول الاستعمارية. لم يدخر أمواله في أي مكان خارج مملكته . كان يحبهم ويجلس معهم . ويحل مشاكلهم. ويوفر لهم الأمن والأمان.
كان ملكا صاحب مبادئ وقيم وأخلاق .وتسامح وتواضع. واهتمامه المتواصل بإفراد شعبه وقلقه عليهم . أصبح يضرب فيه المثل رغم انه كان فرعون زمانه.سياسي محنك الوطن غالي جدا عليه ليس سلعة تباع وتشترى أو محطة انتظار… لا يتدخل في الشؤون العائلية والأسرية.
لذلك كان محبوبا عند شعبه. وهل حب العديد من الشعوب اليوم نفاق لرؤسائهم..؟؟؟ يفرحون لزواله وموته . ؟ الكثير ينتظر ساعة الخلاص ….!!!!
كاتب وإعلامي أردني
إبراهيم القعير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى