تحميلة لكل مواطن

ما بين التحاميل وتخفيض ضريبة البراية

تحميلة لكل مواطن
محمود الشمايلة

قبل شهر اصيب ابني محمد بالتهاب حلق تسبب في رفع حرارته بشكل كبير…
كتب الطبيب العلاج وكذلك تحاميل خافض حرارة ..
ولأن محمد كغيره من الأطفال العنيدين عملت جاهدا على إقناعه في التحميله حتى أنني عرضت عليه الرشوه الكلامية والنقدية وأصدرت الكثير من الوعود المكلفة مقابل ان يأخذ التحميلة..
بعد جهد وعناء تم الأمر بنجاح …
ما أن شفي محمد تماما حتى جاء دوري فاصبت بالانفلونزا..
ارتفعت حرارتي وصرت طريح الفراش لعدة أيام..
وعندما شاهدني محمد اضع كمادة ماء بارد على جبيني حتى اصدر حكمه على الحالة فقال ( يا محمود حرارتك عالية ).
قلت نعم هذا صحيح .
غاب محمد قليلا ثم عاد وهو يحمل في يده شريط تحاميل ابتسم ابتسامة صفراء وقال( يالله لف ) اذا ما اخذت التحميله حرارتك ما راح تنزل) .
الحقيقة رحت افكر كيف اقنع محمد ان التحميلة لا تجدي نفعا مع المحموميبن الكبار الذين اصبحت اوجاعهم ناصجة الى الحد الذي يتطلب علاجات مبتكرة غير التحاميل.

تماما كما هي أوجاع الاردنيين فماذا يمكن للبراية ان تقدم للمواطن الأردني الذي يحاصره الفقر والقهر في كل تفاصيل حياته …
ماذا لو قدمت الحكومة براية لكل مواطن على سبيل الهدية..
هل سيشعر أطفاله بالدفء وهم يلتفون حول صوبة فوجيكا بخيلة..
هل سيتمكن من دفع فاتورة الكهرباء العالية دون أن يلتفت إلى رغيف خبزه.
هل يتمكن من دفع الرسوم المتراكمه للجامعات ليكمل ابناؤه دراستهم.

هل سيحصل على وظيفة تقيه مرارة الفقر وقهر الرجال ؟

مقالات ذات صلة

تخفيضات الضريبة على البراية لا يقل سوء عن وصفة محمد ….خاصة أن هذه الوصفة جاءت لتخفيض حرارة الشعب جراء اتفاقية غاز العدو الصهيوني …..

تحميله لكل مواطن ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى